طهران، تل أبيب، كراكاس - «الحياة»، أ ف ب – نفت طهران أمس، تقارير صحافية إسرائيلية «ملفقة» أفادت برسوّ ما لا يقلّ عن 13 سفينة تابعة لشركة إسرائيلية، في إيران خلال العقد الأخير، فيما بدا أن المسألة اتخذت بعداً هائلاً في الدولة العبرية حيث دُعيت لجنة الاقتصاد في «الكنيست» إلى اجتماع طارئ اليوم، وسط تساؤلات حول كيفية التعامل مع دولة تحضّ تل أبيب المجتمع الدولي على تشديد العقوبات المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي. أتى ذلك بعدما فرضت الولاياتالمتحدة الثلثاء الماضي، عقوبات على شركة «عوفر براذرز غروب» الإسرائيلية، وفرعها «تانكر باسيفيك» الذي يتخذ سنغافورة مقراً، بتهمة بيع شركة «الخطوط البحرية الإيرانية» العام 2010 ناقلة نفط بقيمة 8.6 مليون دولار، في انتهاك للحظر الدولي على طهران. ونفت طهران والشركة الإسرائيلية هذا الاتهام، وفتحت السلطات الإسرائيلية تحقيقاً. لكن صحيفة «هآرتس» أوردت أن 13 سفينة على الأقل تابعة ل «تانكر باسيفيك»، رست في إيران منذ العام 2002، وتحديداً في مرفأي بندر عباس وجزيرة خرج، وذلك استناداً إلى وثائق من «ايكواسيس»، وهو بنك معطيات حول حركة الملاحة في العالم. ولمّحت مصادر مقربة من «عوفر براذرز غروب» إلى أن بيع طهران ناقلة نفط، ورسوّ 13 سفينة في موانئ إيرانية، تمّ بإذن من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. لكن مكتب الأخير نفى ذلك، كما نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مسؤول في المكتب تأكيده أن الحكومة لن تثير هذه القضية مع الإدارة الأميركية، لأن تل أبيب كانت أقوى صوت يدعو إلى تشديد العقوبات على طهران. وأوردت «هآرتس» أن «عوفر براذرز غروب» لمّحت إلى أن ناقلات النفط تقوم ب «مهمات استخباراتية»، سعياً إلى تبرير موقفها. لكن النائب عن المعارضة اليمينية المتطرفة أرييه إلداد اعتبر أن «من حق الإسرائيليين أن يعرفوا إذا كان الأشقاء عوفر أبطالاً أو أنذالاً، إذا كانوا تصرفوا لخدمة مصالحهم الخاصة، أو إذا كان وجود ناقلات نفط في المرفأين الإيرانييْن، أتاح تنفيذ عمليات تنصت والتقاط صور». ودُعيت لجنة الاقتصاد في «الكنيست» إلى اجتماع طارئ اليوم، فيما قال رئيس اللجنة النائب كارمل شانا-كوهن: «من غير المقبول أن تقيم شركات إسرائيلية علاقات تجارية مع إيران، عدونا الأول، في حين نشنّ حملة لإقناع المجتمع الدولي بفرض عقوبات شديدة وإرغام طهران على التخلي عن برنامجها النووي». وأضاف: «إن وضعاً يشهد تعامل شركة إسرائيلية رئيسة، أو أخرى تابعة لها، تجارياً مع إيران إلى درجة جعلت وزارة الخارجية الأميركية تفرض عقوبات عليها، يشكّل خطراً وثغرة استراتيجية سوداء في جهود إسرائيل لوقف البرنامج النووي الإيراني». لكن جمعية «أوميتس» الإسرائيلية الداعية إلى حكم افضل، أعلنت أن «عوفر براذرز» ليست على الإطلاق الشركة الإسرائيلية الوحيدة» التي تعقد صفقات تجارية مع إيران، سواء في شكل مباشر أو غير مباشر. وطلبت «أوميتس»، كما إلداد، من المدعي العام يهودا وانشتاين ومراقب الدولة ميخا ليندشتراوس، فتح تحقيق مع كلّ الشركات الإسرائيلية المتعاملة مع إيران، ومع السلطات الحكومية التي تتغاضى عن ذلك، خصوصاً أن ثمة قانوناً يحظّر عقد صفقات تجارية مع إيران، أو مع شركات ناشطة في إيران. في المقابل، اكد محسن صديقيفار نائب مدير منظمة المرافئ الإيرانية، أن «السفن المملوكة لشركات من الولاياتالمتحدة، وخصوصاً من الكيان الصهيوني، لم تدخل مطلقاً مرافئ إيرانية في السنوات الأخيرة»، مشدداً على أن السفن الإسرائيلية «لا تجرؤ على الرسوّ في مرافئ إيرانية». في كراكاس، تظاهر مئات من أنصار الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، احتجاجاً على فرض واشنطن عقوبات على شركة النفط الوطنية الفنزويلية، بسبب علاقاتها التجارية مع إيران. في غضون ذلك، أعلن حسين إبراهيمي نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني، أن طهران «ستلزم قواتها الأمنية اعتقال 26 مسؤولاً أميركياً»، إذ اتهمتهم بارتكاب جرائم حرب وانتهاك حقوق الإنسان وتهريب مخدرات.