أعلنت روسيا أن وزير خارجيتها سيرغي لافروف ونظيره الأميركي ماركو روبيو أعربا خلال مكالمة هاتفية عن استعداد "للتعاون" في قضايا دولية بينها النزاع في أوكرانيا ومعاودة الحوار. وأتى الاتصال قبيل قمة مرتقبة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين وسط تصاعد مخاوف أوكرانيا والدول الأوروبية الحليفة لها من أن الرئيسين قد يبرمان اتفاقا من دون إشراكها فيه. كما جاء بعد أيام على مباحثات هاتفية بين ترمب وبوتين وضعت حدا لانقطاع تام للتواصل على مدى ثلاث سنوات بين موسكووواشنطن جراء غزو أوكرانيا. وقالت الخارجية الروسية في بيان "في 15 فبراير وبمبادرة من الجانب الأميركي جرى اتصال هاتفي بين وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف ووزير خارجية الولاياتالمتحدة ماركو روبيو". وأكد البيان أن الوزيرين أعربا عن "استعداد متبادل للتعاون في القضايا الدولية الراهنة، بما في ذلك التسوية بشأن أوكرانيا، والوضع بشأن فلسطين والشرق الأوسط برمته، فضلا عن مناطق إقليمية أخرى". وزراء خارجية «السبع» يؤكدون الدعم الثابت لكييف من جهتها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية تامي بروس إن روبيو "أعاد تأكيد التزام الرئيس ترمب إيجاد حل للنزاع في أوكرانيا"، وأضافت أن الوزيرين "ناقشا، بالإضافة إلى ذلك، إمكانية العمل معا في عدد من القضايا الثنائية الأخرى". كذلك، قالت وزارة الخارجية الروسية إن لافروف وروبيو أكدا "استعدادهما للعمل نحو معاودة حوار حكومي باحترام متبادل تماشيا مع اللهجة التي خطها الرئيسان"، مضيفة أنهما "اتفقا على اتصالات منتظمة بما يشمل التحضير لقمة روسية أميركية على مستوى عال". وقالت موسكو أيضا إن لافروف وروبيو تعهدا "المحافظة على قنوات التواصل لحل المشاكل المتراكمة في العلاقات الأميركية-الروسية". وفي ظل إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن فرضت واشنطن سلسلة من العقوبات الاقتصادية على موسكو بسبب غزوها أوكرانيا.من جهته حض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلفاءه الأوروبيين على التحرك ضد روسيا والعمل على تجنّب أن يبرم الأميركيون اتفاقا معها "من وراء ظهر" كييف. وقال زيلينسكي في مؤتمر ميونيخ للأمن أمام حشد من المسؤولين الدوليين "أرى حقا أن الوقت حان لإنشاء القوات المسلحة الأوروبية". وحذّر من أن "الزمن الذي كانت فيه أميركا تدعم أوروبا لمجرد أنها فعلت ذلك دائما، قد انتهى". وتثير المبادرة الأميركية قلق شركاء واشنطن. ويرى قادة الاتحاد الأوروبي أن أمن القارة تقرره المحادثات المستقبلية بشأن أوكرانيا، لكنهم يواجهون صعوبة في إسماع أصواتهم. ولفت زيلينسكي إلى أن ترمب خلال محادثتهما "لم يذكر مرة واحدة أن أميركا بحاجة إلى أوروبا على طاولة المفاوضات". وأكد أن "ترمب لا يحب الأصدقاء الضعفاء، فهو يحترم القوة". وألمح المبعوث الأميركي الخاص كيث كيلوغ الذي دعاه زيلينسكي لزيارة خط الجبهة، إلى أن الأوروبيين لن يشاركوا بشكل مباشر في المفاوضات، لكنهم سيكون لهم "صوت مسموع". وقال الرئيس الأوكراني للأوروبيين في مواجهة خطر التهميش "أحضكم على التحرك من أجل مصلحتكم"، ورأى أن "أميركا لن تقدّم ضمانات أمنية ما لم تكن ضمانات أوروبا قوية". وقال زيلينسكي في مؤتمر ميونيخ للأمن إن "لا قرارات بشأن أوكرانيا من دون أوكرانيا، ولا قرارات بشأن أوروبا من دون أوروبا. يجب أن يكون لأوروبا مقعد على الطاولة". وأكد أنه "إذا استُبعِدنا من المفاوضات حول مستقبلنا، سنخسر جميعا". على صعيد متصل، أعلن الرئيس الأوكراني أنه رفض توقيع اتفاق مع الولاياتالمتحدة بشأن المعادن الأوكرانية، معتبرا أنه "لا يحمي" في صيغته الحالية بلاده وينبغي أن يتضمن "ضمانات أمنية". ويسعى الأميركيون إلى إبرام اتفاق بشأن المعادن الأوكرانية من شأنه أن يسمح للولايات المتحدة "باستعادة" جزء من المساعدات المقدمة إلى كييف. ورأى زيلينسكي أن "بوتين لا يستطيع تقديم ضمانات أمنية حقيقية، ليس لأنه كاذب فحسب، لكن لأنه في الحالة التي هي عليها روسيا حاليا، هناك حاجة إلى الحرب للحفاظ على السلطة". كذلك، حذّر من أن بوتين قد يسعى لاستخدام ترمب "أداة دعائية". وقال إن بوتين "سيحاول جعل الرئيس الأميركي يقف في الساحة الحمراء في التاسع من مايو "يوم الاحتفالات بالنصر الروسي على ألمانيا النازية" ليس كزعيم محترم، بل كأداة". ولم يكشف الرئيس الأوكراني أي تفاصيل حول اجتماعه الأول في ميونيخ الجمعة مع نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس. من جهتهم أكد وزراء خارجية مجموعة السبع (جي 7) للدول الصناعية الكبرى السبت "دعمهم الثابت لأوكرانيا" بعد اجتماعهم على هامش مؤتمر ميونخ للأمن. وقال الوزراء في بيان مشترك:"ناقش أعضاء مجموعة السبع الحرب المدمرة التي تشنها روسيا في أوكرانيا". "وأكدوا التزامهم بالعمل معا من أجل تحقيق سلام دائم وأن تكون أوكرانيا قوية ومزدهرة وأعادوا التأكيد على ضرورة تطوير ضمانات أمنية قوية لضمان عدم بدء الحرب مرة أخرى". هذا وقال أندريه سيبيها وزير الخارجية الأوكراني وأندريه يرماك مدير مكتب الرئيس زيلينسكي في وقت متأخر السبت إنهما ناقشا رؤية كييف بشأن مسار السلام في أوكرانيا مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي. وكتب سيبيها على موقع إكس عن الاجتماع الذي جرى على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن "اجتمعت أنا وأندريه يرماك مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي للتأكيد على الاحترام المتبادل لوحدة الأراضي". وأضاف "ناقشنا تطوير العلاقات الثنائية والتجارة. كما شاركنا رؤية أوكرانيا بشأن الطريق إلى السلام الشامل والعادل والدائم". وقال وانغ في مؤتمر ميونيخ إن الصين تعتقد أن جميع الأطراف المعنية بالصراع بين روسياوأوكرانيا يجب أن تشارك في محادثات السلام، مشددا على دور أوروبا فيها بعد سلسلة من الرسائل الأميركية حول كيفية إنهاء الحرب.