وصلت قوة عسكرية تركية ضخمة أمس إلى الريف الجنوبي لحلب بهدف إنشاء نقطة مراقبة في إطار اتفاق خفض التوتر في منطقة متاخمة لمواقع سيطرة النظام السوري و «حزب الله» و «الحرس الثوري الإيراني»، وذلك بعد أيام من استهداف رتل تركي كان في طريقه إلى المنطقة. وأفادت وكالة أنباء «الأناضول» التركية بأن الرتل العسكري وصل إلى ريف حلب لإقامة نقطة مراقبة رابعة، في منطقة خفض التوتر التي تشمل أيضاً محافظة إدلب، والريف الشمالي لحماة، بموجب «اتفاق آستانة» بضمانة أنقرة وموسكو وطهران. ولفتت الوكالة إلى أن الرتل دخل محافظة إدلب صباح أمس، و «وصل في شكل آمن إلى الريف الغربي لحلب». وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» دخول الرتل التركي إلى الأراضي السورية عبر منطقة كفرلوسين الحدودية مع لواء إسكندرون. وأشار إلى أن القوة العسكرية اتجهت نحو منطقة العيس المتاخمة لمناطق سيطرة قوات النظام و «حزب الله» و «الحرس الثوري» في منطقة الحاضر، مؤكداً أن الرتل «ضم عشرات الآليات والحاملات التي أقلت على متنها عشرات المدرعات والآليات الثقيلة والآليات الهندسية، إضافة إلى العشرات من الجنود الأتراك. وأتى الدخول التركي بعد أيام من تفجير استهدف آلية عسكرية ضمن الرتل الذي كان متوقفاً في منطقة الأتارب في الريف الغربي لحلب في انتظار الأوامر للتحرك نحو العيس. وأدى التفجير إلى مقتل سائق حافلة تركي وإصابة آخر بجروح، كما أعلن «المرصد». وكانت أنقرة أعلنت أول من أمس أنها تجاوزت «سوء الاتصال» المتعلق بنشر نقاط المراقبة بموجب اتفاق خفض التوتر. ونقل التلفزيون التركي عن الناطق باسم الرئاسة، إبراهيم قالن أن «تركيا تعمل على تشكيل 12 مركز مراقبة كجزء من عملية آستانة، وأقامت خمسة مراكز وتسعى حاليًا إلى تشكيل سبعة متبقية». وتوجد حالياً ثلاثة نقاط مراقبة للجيش التركي، على محور إدلب- عفرين في الجانب السوري، قرب قرية سلوى وقلعة سمعان، وتلة الشيخ عقيل. وبموجب اتفاق آستانة، من المنتظر أن يشكل الجيش التركي 12 نقطة مراقبة تدريجياً تمتد من شمال إدلب إلى جنوبها. ومن المنتظر أن تنتشر قوات روسية منضوية في «قوة مراقبة منطقة خفض التوتر»، على الحدود الخارجية لمنطقة خفض التوتر في إدلب، على خط الجبهة بين قوات النظام والمعارضة، عقب استكمال الجيش التركي تشكيل نقاط المراقبة.