قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن العملية العسكرية التي تنفذها بلاده في محافظة إدلب بشمال غربي سورية اكتملت إلى حد بعيد لكن الأمر لم ينته بالنسبة لمنطقة عفرين التابعة لمحافظة حلب، والتي تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب الكردية»، الجناح العسكري ل «حزب الاتحاد الديموقراطي» السوري. وكان الجيش التركي قد بدأ في إقامة نقاط مراقبة في إدلب هذا الشهر بموجب اتفاق آستانة مع روسيا وإيران للحد من الاقتتال بين فصائل المعارضة والحكومة السورية، لكن البعض اعتبر أن العملية التركية تهدف في جانب منها لاحتواء القوات الكردية. وفي كلمة في البرلمان أمام أعضاء في «حزب العدالة والتنمية»، قال أردوغان: «لقد أثمرت العملية في إدلب في شكل كبير، والمقبل سيكون عفرين. قبل هذا ماذا قلنا؟ قد نأتي فجأة في أي ليلة، قد نضرب فجأة في أي ليلة». ووجّه الرئيس التركي انتقادات شديدة لدعم الولاياتالمتحدة حزب الاتحاد الديموقراطي السوري و «قوات سورية الديموقراطية»، قائلاً: «بينما قطعت تركيا مسافات في مكافحتها للتنظيمات الإرهابية، نرى بعض المحافل ترفع من جرعات ردودها». وأضاف أنّ «الولاياتالمتحدة تقوم بالعمليات في الرقة مع الطفل الصغير للعمال الكردستاني (في إشارة إلى حزب الاتحاد الديموقراطي)، يقولون إنه ليس العمال الكردستاني، كيف سيتمكنون من إيضاح تعليق صورة الانفصالي (زعيم العمال الكردستاني عبدالله أوجلان) في الرقة. نحن نتحدث بالحقائق، لقد حصل (الاتحاد الديموقراطي) على 3500 شاحنة محملة بالسلاح، نحن نعرف تماماً أين وكيف تم تخزينها، فليعرفوا هذا جيداً». وزاد أن «الكيانات الإرهابية والتحركات الانفصالية في العراق وسورية لا يمكن أن تصب في مصلحة منطقتنا، ومع ظلمنا لبعضنا بعضاً فإن من سيتضرر هم العرب والأتراك والأكراد في المنطقة». ولفت أردوغان إلى أن «تركيا تكافح التنظيمات الإرهابية داخل وخارج البلاد، ولا تتنازل عن أهدافها». وشدد على «أننا سنقوم بكافة الإصلاحات المنشودة، وسنحقق الإنجازات والأهداف التي وضعناها صوب أعيننا وتركيا ليست دولة خاملة أبداً»، مشيراً إلى «أننا نعمل على تحقيق نظام قوي ومتطور وعلينا أن نعمل في هذا الإطار، وقد أحدثنا تغييراً كبيراً خلال 15 سنة». واعتبر أردوغان أن «الأمر لا يستدعي أي تراخ أو تكاسل، علينا أن نرفع من سقف النشاط ونحن نعمل من أجل القرنين المقبلين وليس من أجل الانتخابات المقبلة». وكانت هيئة الأركان العامة للجيش التركي قد أعلنت في وقت سابق أن عناصر القوات المسلحة التركية، التي ستتمركز بمنطقة خفض التوتر بإدلب، بدأت بإقامة نقاط مراقبة، بالتنسيق مع أعمال الاستطلاع الجارية في المنطقة. إلى ذلك، أفادت مصادر متطابقة أن رتلاً عسكرياً تركياً مؤلفاً من آليات عسكرية وجنود، دخل الأراضي السورية من قرية كفرلوسين بريف إدلب شمال سورية. ويأتي انتشار القوات التركية في الأراضي السورية تنفيذاً لاتفاق مناطق خفض التوتر في سورية الذي أقره اجتماع آستانة الأخير. وقالت مصادر ميدانية، إن رتلاً عسكرياً تركياً مؤلفاً من أكثر من 50 آلية عسكرية دخل بلدة كفرلوسين الحدودية وتوجه إلى بلدة قاح حيث أقام الجيش التركي نقاط تمركز هناك مدعومة بأبراج اتصالات وغرف مسبقة الصنع وسواتر ترابية. ومن المزمع أن تتسلم تركيا خلال الشهر الجاري مطار أبو الظهور العسكري بريف إدلب الجنوبي، وذلك بعد أن تسلمت منتصف الشهر الجاري مطار تفتناز العسكري إضافة إلى نقاط في جبل الشيخ بركات قرب مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي. كما أنشأ الجيش التركي نقطة مراقبة جديدة في قمة سمعان على جبل الشيخ بركات، المطل على ناحية عفرين. وذكرت مصادر محلية أن الجيش التركي أقام نقطة مراقبة جديدة على قمة سمعان في ريف حلب الغربي، والتي تطل من مكان مرتفع على مواقع سيطرة «وحدات حماية الشعب الكردية». ويأتي انتشار الجيش التركي في الشمال السوري إثر اتفاق خفض التوتر الموقّع بين الدول الضامنة في محادثات آستانة الأخيرة.