قال رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان: إن وزير خارجيته أحمد داود أوغلو سيزور سوريا يوم الثلاثاء "لتسليم رسالة" من تركيا. وقال أردوغان السبت: "ستسلم رسالتنا بحسم". وأضاف: "سوريا مسألة داخلية؛ لأننا نشترك في 850 كيلومتراً من الحدود، ولدينا علاقات ثقافية وتاريخية وقرابة.. لكن على الجانب الآخر ينبغي أن نسمع ما سيقولونه.. نحن نسمعهم.. وبالطبع يجب أن نفعل ما يلزم". وأرسل الأسد مبعوثاً إلى أردوغان في يونيو بعدما انتقد رئيس الوزراء التركي الأفعال "الوحشية" التي أرغمت آلاف السوريين على الفرار إلى تركيا. وظلت تركيا حتى هذا العام تحتفظ بعلاقات وثيقة مع سوريا، لكن انتقاداتها تزايدت لقمع الرئيس بشار الأسد لانتفاضة شعبية بدأت قبل خمسة أشهر. وتفاقم التوتر في يونيو حين فر أكثر من عشرة آلاف سوري عبر الحدود الجنوبية لتركيا هرباً من القوات السورية التي تحاول سحق المحتجين. وما يزال أغلب اللاجئين يلوذون بمعسكرات تركية. وقال الرئيس التركي عبد الله جول يوم الثلاثاء: إنه شعر بالترويع من الهجوم السوري بالدبابات على مدينة حماة في وسط البلاد. وفي سياق ذي صلة، قالت جماعة حقوقية: إن القوات السورية اعتقلت السبت الزعيم المعارض المخضرم وليد البني الذي دعا إلى مؤتمر وطني للاتفاق على انتقال سلمي للسلطة بعد خمسة شهور من الانتفاضة التي تشهدها البلاد ضد حكم الرئيس بشار الأسد. وقالت المنظمة السورية لحقوق الإنسان "سواسية" في بيان: إن الشرطة السرية اعتقلت البني الذي كان مختبئاً كما اعتقلت معه اثنين من أبنائه في سن المراهقة ببلدة التل مسقط رأسه إلى الشمال مباشرة من العاصمة دمشق. وقال البني لوكالة رويترز قبل يوم من اعتقاله: إن الانتفاضة يجب أن تظل سلمية رغم ارتفاع عدد قتلى حملة القمع الدموية التي تنفذها الحكومة. وأضاف أنه سيسقط المزيد من الشهداء، لكن الحركة الاحتجاجية يجب أن تظل سلمية. وطالب الجنود الذين قال: إنهم بدأوا ينشقون عن الجيش بعدم حمل السلاح ضد قوات الأسد. وقال البني: إن أفضل شيء يفعله هؤلاء الجنود هو العودة إلى منازلهم؛ لأن استخدام الأسلحة سيكون ذريعة لإيران وحزب الله وأطراف خارجية أخرى للتدخل. وتقول الحكومة السورية: إنها تقاتل تمرداً لمخربين طائفيين مسلحين يتم تمويلهم من خارج البلاد، وهم الذين تسببوا في اندلاع العنف من خلال مهاجمتهم للقوات الحكومية. وتقول الدول الغربية وجماعات حقوقية: إن القوات الحكومية كثيراً ما أطلقت النار على المتظاهرين المسالمين لسحق المعارضة. ومن الصعب التحقق من الأحداث في سوريا بشكل مستقل؛ لأن الحكومة تفرض قيوداً على وسائل الإعلام. وفي الشهر الماضي حاول البني وشخصيات معارضة أخرى كبيرة الدعوة لعقد مؤتمر إنقاذ وطني في حي القابون في دمشق. ولكن قبل ذلك بيوم قتلت قوات الأمن 15 محتجاً أمام قاعة أفراح كان من المقرر أن ينعقد بها المؤتمر طبقاً لما ذكره ناشطون في مجال حقوق الإنسان، مما أدى إلى إلغاء الاجتماع. وقال أقارب نواف البشير وهو منظم آخر للمؤتمر من منطقة دير الزور القبلية: إن الشرطة السرية اعتقلته الأسبوع الماضي. ودخل البني وهو طبيب يبلغ من العمر 48 عاماً السجن مرتين لعدة سنوات؛ بسبب أنشطته السياسية منذ أن تولى بشار الأسد رئاسة البلاد خلف لوالده الراحل حافظ الأسد عام 2000. ويقول ناشطون حقوقيون: إن أكثر من 12 ألف سوري اعتقلوا منذ الانتفاضة، وأن كثيرين منهم تعرّضوا للضرب المبرح وسوء المعاملة.