عقد وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو أول اجتماع معلن مع قادة المعارضة السورية حيث طالبهم باستخدام الوسائل السلمية رغم حملة القمع الدامية التي تشنها كتائب الرئيس بشار الأسد ضد المتظاهرين. جاءت مباحثات اوغلو مع المجلس الوطني السوري المعارض مساء الاثنين والتي أعلن عنها مسؤول بوزارة الخارجية التركية طلب عدم نشر اسمه في أعقاب تهديد سوريا بالتعامل بحزم مع أي دولة تعترف رسميا بالمجلس. وكانت تركيا حليفا للأسد لكن العلاقات ساءت عندما رد الرئيس السوري بالقوة على الاحتجاجات المناهضة لحكمه. وقال المحلل اللبناني هلال خشان إن الاجتماع هو أول خطوة نحو اعتراف تركيا بالمجلس الوطني مشيرا الى أن الاتراك لا يقلقهم رد فعل النظام في ظل تدهور العلاقات مع دمشق بالفعل. ورحبت دول غربية من بينها الولاياتالمتحدة وفرنسا بتشكيل المجلس، لكنها لم تعترف رسميا بالمجلس الوطني السوري المعارض خلافا لما فعلته مع المجلس الانتقالي الذي شكلته المعارضة الليبية وأطاح بالقذافي. كما جاءت محادثات داود اوغلو مع المعارضة في أعقاب إشارات جديدة على أن الانتفاضة الشعبية التي بدأت قبل سبعة أشهر ضد حكم الأسد أصبحت أكثر ميلا لاستخدام السلاح. وذكرت جماعة معارضة الثلاثاء أن ضابطا بالمخابرات اغتيل في محافظة ادلب شمال البلاد. وقال داود اوغلو للمجلس إن (المعارضة السورية ..يجب أن تستخدم وسائل سلمية ومشروعة للتعبير عن مطالبها العادلة وبطريقة سلمية للحفاظ على وحدة المعارضة ومن أجل التحول الديمقراطي.) وتسمح تركيا لمناوئي الأسد بالاجتماع في مدنها منذ بدأت الاحتجاجات في مارس آذار كما توفر الحماية لأرفع ضابط انشق عن الجيش السوري. وجاءت محادثات داود اوغلو مع المعارضة عقب أحد أكثر الأيام دموية من حيث عدد القتلى في حمص التي تشهد بعضا من أكبر الاحتجاجات ضد الأسد. وقال مقيمون إن القوات السورية تدعمها الدبابات قتلت 25 شخصا على الأقل عندما اقتحمت المدينة التي تمثل معقلا للمعارضة وتقع على بعد 140 كيلومترا شمالي دمشق لوقف المقاومة المسلحة المتزايدة لحملة الأسد ضد الانتفاضة. وتقول الأممالمتحدة إن حملة الأسد أسفرت عن مقتل ثلاثة آلاف شخص في أنحاء سوريا منذ مارس آذار بينهم ما لا يقل عن 187 طفلا.