ارتفعت أسعار النفط أمس، بدعم من النمو الاقتصادي الجيد واستمرار خفض الإمدادات من جانب «مجموعة الدول المصدرة للنفط» (أوبك) والبلدان المنتجة من خارجها في مقدمتهم روسيا. وسجلت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج «برنت» 69.38 دولار للبرميل بارتفاع قدره 35 سنتاً، أو ما يعادل 0.5 في المئة، مقارنة بسعره في التسوية السابقة، وعقود خام غرب تكساس 63.93 دولار للبرميل بارتفاع قدره 36 سنتاً، أو ما يعادل 0.6 في المئة، عن التسوية السابقة. وكان صندوق النقد الدولي عدّل أول من أمس توقعاته للنمو الاقتصادي العالمي في عامي 2018 و2019 صعودياً إلى 3.9 في المئة لكليهما، بزيادة قدرها 0.2 نقطة مئوية عن التحديث السابق في تشرين الأول (أكتوبر). وعبّر وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح، في تصريحات لشبكة «سي أن بي سي» في دافوس، عن عدم اقتناعه بأن «سوق النفط عادت إلى التوازن على رغم ارتفاع الأسعار»، مضيفاً: «بينما ما زلت قلقاً بشأن هشاشة السوق (...) نعتقد أننا على المسار لكننا لم نصل بعد»، لافتاً إلى أن «هناك قبولاً بأن الاتفاق الذي تقوده أوبك يجب أن يمدد بعد السنة الجارية» تاريخ انتهاء اجل الاتفاق. وفي الإطار، أظهرت بيانات من «مبادرة البيانات المشتركة» (جودي) ارتفاع صادرات الخام السعودية إلى 7.016 مليون برميل يومياً في تشرين الثاني (نوفمبر)، من 6.874 مليون برميل يومياً في تشرين الأول. وتراجع الحرق المباشر للخام في السعودية 104 آلاف برميل يومياً في تشرين الثاني إلى 304 آلاف برميل يومياً، وتراجع إنتاج الخام إلى 9.891 مليون برميل يومياً في تشرين الثاني من 10.056 مليون برميل يومياً في تشرين الأول. ولفتت البيانات إلى ارتفاع استهلاك الخام في مصافي التكرير المحلية السعودية إلى 2.778 مليون برميل يومياً من 2.687 مليون برميل يومياً، كما تراجعت صادرات المنتجات النفطية السعودية إلى 1.569 مليون برميل يومياً في من 1.598 مليون برميل يومياً. وتراجع الطلب السعودي على المنتجات النفطية إلى 2.159 مليون برميل يومياً من 2.353 مليون برميل يومياً. في سياق متصل، قال مدير صندوق الاستثمار المباشر الروسي كيريل ديمترييف، إن صناديق التقاعد الروسية تدرس الاستثمار في شركة النفط الوطنية «أرامكو السعودية» بعد إدراجها في سوق الأسهم في خطوة لتعزيز الشراكة بين أكبر دولتين تنتجان النفط في العالم. واضاف في مقابلة مع وكالة «رويترز»، أن التنسيق بين موسكو والرياض بخصوص سياسات النفط يجب أن يستمر لسنوات. إلى ذلك، أفادت بيانات شحن ومصدر في قطاع النفط، بأن صادرات الخام من جنوبالعراق تراجعت 100 ألف برميل يومياً هذا الشهر، من مستوى قياسي بعدما أثرت الأحوال الجوية السيئة على حركة الشحن البحري من ثاني أكبر منتج في «أوبك». وتظهر بيانات الشحن أن صادرات جنوبالعراق بلغت نحو 3.44 مليون برميل يومياً في المتوسط في الأيام ال21 الأولى من كانون الثاني (يناير). وينبئ الانخفاض باستمرار غياب المؤشرات على إمدادات إضافية تصل إلى السوق من العراق، على رغم ارتفاع أسعارالنفط إلى 70 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ العام 2014. وأعرب المصدر الذي يتابع صادرات العراق، عن ثقته بأنها «ستعود للارتفاع من جديد قريباً». ووفقاً لبيانات ملاحية ومصدر القطاع، بلغ متوسط صادرات الشمال 320 ألف برميل يومياً منذمطلع كانون الثاني، مقارنة بنحو 310 آلاف برميل يومياً في كانون الأول (ديسمبر). وهذا أقل كثيراً من المستويات التي تجاوزت 500 ألف برميل يومياً في بعض الأشهر من 2017. وبلغ إجمالي حجم صادرات العراق في كانون الثاني 3.76 مليون برميل يومياً بانخفاض قدره 90 ألف برميل يومياً مقارنة بكانون الأول. إلى ذلك، أكدت «شركة الإنشاءات البترولية الوطنية» أنها فازت بعقد قيمته 327 مليون دولار من مؤسسة النفط والغاز الطبيعي الهندية، لإنشاء بنية تحتية بحرية قبالة الساحل الغربي للهند. وأضافت الشركة في بيان أن العقد يشمل أعمال المسح والتصميم والبناء لخمس منصات آبار نفطية وخطوط أنابيب وكابلات، فضلاً عن خدمات التشغيل في حقل راتنا التابع لمؤسسة النفط والغاز قبالة الساحل الغربي للهند. في سياق منفصل، قال رئيس «الشركة القابضة للغازات الطبيعية» المصرية (إيغاس) أسامة البقلي إن بلده يسعى إلى طرح مزايدة عالمية للبحث عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط ودلتا النيل خلال النصف الثاني من السنة المالية 2017-2018. وأضاف البقلي أن إنتاج مصر من الغاز الطبيعي سيصل نهاية 2017-2018 إلى ستة بلايين قدم مكعبة ليرتفع بعد ذلك إلى نحو سبعة بلايين قدم مكعبة نهاية 2018-2019.