عادت «السرقات الشعرية» مرة أخرى في الساحة الشعبية، إذ اتهم شاعر سعودي زميله بسرقة بيتين شعريين من قصيدة وطنية له، ومنحها لفنان لغنائها، وبثها عبر المواقع الإلكترونية. وقال الشاعر والإعلامي زايد الرويس ل«الحياة»: «تعرضت لسرقة شعرية تعتبر الأولى من نوعها في مجال القصائد الوطنية، إذ تفاجأت بقصيدتي مغناة من المطرب السعودي صالح خيري، ومنسوبة كلماتها إلى الشاعر محمد الجلبي». وأضاف أن البيتين اللذين سرقهما الجلبي هما البيت الأول والأخير في قصيدته التي سبق له أن نشرها في الصحف، إضافة إلى عمل قراءة نقدية لها نشرت أيضاً في صحيفة محلية كبرى، مؤكداً أنه سيتخذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة لحفظ حقه الأدبي والمادي، الذي يضمنه له النظام. وحاولت «الحياة» الوصول إلى الشاعر محمد الجلبي، لكنها لم تتمكن من ذلك. من جانبه، أوضح المحامي علي آل قريش أن قصائد الشعر تعتبر من ضمن المصنفات التي تتمتع بالحماية بموجب نظام حماية حقوق المؤلف، إذ إن النظام يحمي المصنفات المبتكرة في الآداب والفنون والعلوم أياً كان نوعها، أو طريقة التعبير عنها، أو أهميتها، أو الغرض من تأليفها. وأضاف في حديث إلى «الحياة»: «منح النظام المؤلفين كامل الحق في ممارسة مختلف التصرفات في المصنفات المملوكة لهم، وكفل لهم حق الاعتراض على أي تعد على مصنفه بنسبته للغير، أو تغييره بالحذف أو الإضافة أو التحريف، لافتاً إلى أن مدة الحماية هي مدى حياة المؤلف، ولمدة 50 عاماً بعد وفاته. وذكر أن النظام في مادته ال15 نص على استخدامات معينة للمصنف تعتبر مشروعة حتى ولو تمت من دون إذن المؤلف، منها الاستشهاد بفقرات من المصنف بشرط ذكر المصدر، والاستعانة بالمصنف للأغراض التعليمية لغير أغراض تجارية، لافتاً إلى أن نشر قصيدة شعر غير مملوك لمن قام بالنشر مع إدعاء هذا الأخير ملكيته، أو من دون حصوله على إذن كتابي أو عقد من مؤلف المصنف أو ورثته، تعتبر من المخالفات التي تستوجب العقوبة، ويخضع الفصل في ذلك للجنة المختصة بالنظر في مخالفات نظام حماية حقوق المؤلف التابعة لوزارة الثقافة والإعلام. وأشار إلى أن الأحكام الصادرة من اللجنة تخضع للتظلم أمام ديون المظالم، وتتراوح العقوبات التي تفرضها اللجنة بين الإنذار والغرامة المالية التي تصل إلى 250 ألف ريال، والسجن لمدة ستة أشهر، والتشهير بحق المعتدي بالنشر وعلى نفقته، إضافة إلى الحكم بتعويض مالي لصاحب حق المؤلف المعتدى عليه الذي يتقدم بالشكوى، ويكون التعويض متناسباً مع حجم الاعتداء والضرر الذي لحق به. والبيتين الذين يتهم الرويس زميله الجلبي بسرقتهما: «بعض الشعوب تقول للحاكم: ارحل... وحنا نقول لحاكم الدار: حياك، والله يابو متعب لوغيابك أطول... خذنا السعودية بيدها وجيناك» وكانت «الحياة» نشرت قبل أشهر عدة قضية اتهام شاعرين لبعضهما بسرقة بيتين شعريين وادعى أحدهما على زميله بسرقة بيتين شعريين نظمها من أفكاره، ورفع قضية في وزارة الثقافة والإعلام قبل أعوام عدة يطالب بإثبات ملكيته للبيتين، كون زميله اعتدى عليها، ونسبها له، واعتبرها عدد من النقاد توارداً في الأفكار والخواطر، كونها حدثت أكثر من مرة لدى الشعراء، ومسألة اقتباس الأبيات أمانة في أعناق الشعراء. ضوئية لما نشرته «&» عن سرقة شعرية قبل أشهر عدة... وفي الإطار (أعلى) زايد الرويس وصالح خيري.