يبدو أن المرحلة المقبلة في الساحة الشعبية ستشهد شكاوى قضائية على ملكية أبيات شعرية، خصوصاً أن لجنة الشعر التي شكلت من قبل كبار السن والشعراء في محافظة رنية تنظر الآن في قضية اتهام شاعرين لبعضهما بسرقة بيتين شعريينوادعى شاعر على زميله بسرقة بيتين شعريين نظمها من أفكاره، ورفع قضية في وزارة الثقافة والإعلام قبل أعوام عدة يطالب بإثبات ملكيته للبيتين، كون زميله اعتدى عليها، ونسبها له. يقول المدعي الشاعر مبارك البخيت في حديثً إلى «الحياة»: «تقدمت بشكوى قبل أعوام عدة على أمارة الرياض ضد زميلي الذي سرق بيتين من قصيدتي، ونسبها له، وأحالتها إلى وزارة الثقافة والإعلام، والمحكمة الشرعية، للنظر فيها»، مشيراً إلى أن وساطات تدخلت لثنيه عن مواصلة دعواه، ومطالبته بحقوقه الفكرية. ويضيف أن وجهاء المحافظة تدخلوا وشكلوا لجنة تضم كبار السن والشعر، لحل النزاع في القضية، لكنها تأجلت لوجود حال وفاة لدى الطرف الآخر، مؤكداً أنه يمتلك ملكية البيتين بشهادة عدد من الأشخاص الذين تواجدوا أثناء كتابته لها. ويذكر أنه نظم قصيدة عن الكرم قبل 35 عاماً عندما خاصمه مجموعة من أقاربه في موضوع سخائه في إكرام الضيوف، لافتاً إلى ترابط قصيدته مع البيتين يؤكد كتابته لها في وقت سابق أي قبل ورودها في أبيات زميله. ويرد المدعى عليه مفرج المشعبي على اتهامات البخيت بأنها باطلة، ولا صحة لها، مستشهداً بإصداره ستة دوواين شعرية تضمنت القصيدة التي بها البيتين المتنازع عليها، إذ مضى على كتابته لها نحو 13 عاماً، وسبق أن نشرها في صحف ومجلات خليجية، وألقاها في التلفزيون والإذاعة، وفي أكثر من حفلة في محافظة رنية بحضور المدعي. ويشير إلى أن المدعي يسكن معه في محافظة رنية، «في حال سرقتي لبيتين من قصيدته كما يدعي لماذا لم يقاضيني بداية علمه بقصيدتي»، لافتاً إلى أنه طلب من البخيت إحضار شهود يثبتون أحقيته بالبيتين، أو حلفه اليمين بأنهما تعودان له. ويشدد على أن وزارة الثقافة والإعلام أخذت تعهداً على البخيت بعدم المطالبة بملكية البيتين، كونه لا يوجد لديه أدلة تثبت صحة إدعاءاته. من جانبه، أوضح الناقد والإعلامي علي المسعودي أن الشعر تتوارد فيه الأفكار والخواطر، إذ حدث هذا أكثر من مرة لدى الشعراء، مشيراً إلى أن مسألة قضية اقتباس الأبيات أمانة في أعناق الشعراء. ويلفت إلى أنه من الواجب على الشاعر عدم اتهام زميله السرقة، حتى لو كتب البيتين نفسهما، كونه من المتوقع أن الأخير أدرجها ضمن قصيدته من دون قصد السرقة. ويؤكد أن الشاعر الذي ادعى على زميله بالسرقة هو صاحب الأسبقية في كتابتها، ويحتفظ بها، بمعنى أنه تنسب له في قصيدته التي يعرفها الكثيرون من متذوقي الشعر.