إسلام آباد - يو بي آي - طالبت باكستان أمس، المدربين العسكريين الأميركيين الموجودين على اراضيها بالعودة إلى بلادهم خلال أسبوع، فيما نقلت محطة «آري» الباكستانية عن مصادر لم تحددها قولها إن «مدربين أميركيين سُحبوا فعلياً من مناطق شارات وتاربيلا غازي واتوك فورت». وتوتّرت العلاقات بين باكستانوالولاياتالمتحدة بعد قتل قوات كوماندوس اميركية زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في مدينة أبوت آباد القريبة من إسلام آباد في الثاني من الشهر الجاري، علماً أنه يعتقد بأن حوالى 200 عنصر من القوات الخاصة الأميركية يدربون القوات الباكستانية على مكافحة التمرّد. وباشر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السناتور جون كيري زيارة لإسلام آباد بهدف تخفيف التوتر في العلاقة بين البلدين بعد اعلان السلطات الباكستانية استياءها من عملية قتل بن لادن من دون إبلاغ باكستان، فيما لمح مسؤولون أميركيون إلى احتمال مساعدة عملاء في الاستخبارات الباكستانية بن لادن. والتقى كيري فور وصوله قائد الجيش الباكستاني الجنرال اشفق كياني، مؤجلاً لقاءيه الرئيس آصف علي زرداري ورئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني، وصرح بأنه أبلغ المسؤولين الباكستانيين قلق واشنطن «البالغ» من وجود بن لادن على أراضيهم قبل مقتله في الغارة الأميركية، ومن توفير ملاذات لأعداء في أفغانستان. وأكد الجيش الباكستاني في بيان ان الجنرال كياني وضع كيري في صورة «الاستنكار الشديد» الذي اثارته الغارة الأميركية في صفوف الجيش. وكان السناتور الأميركي صرح في كابول التي زارها ليومين قبل ان يتوجه الى إسلام آباد بأن «العلاقات بين الولاياتالمتحدةوباكستان تمر في مرحلة حرجة، ما يجعل ترتيب التسوية في غاية الاهمية». وأضاف: «يجب ان نجد سبيلاً للمضي قدماً اذا امكن. واذا لم يحصل ذلك، ثمة سلسلة عواقب يمكن ان تكون عميقة». وأثارت العملية استنكاراً شديداً لدى الباكستانيين الذين تنتابهم اصلاً مشاعر معادية للأميركيين بسبب «انتهاكهم سيادة» بلادهم، في وقت يدعو برلمانيون كثيرون في واشنطن الى مزيد من الصرامة تجاه باكستان التي تدعم منذ نهاية عام 2001 «الحرب على الارهاب»، وسلمت مذذاك عشرات من قياديي «القاعدة» الى الاميركيين. واقترح عدد من النواب النافذين في الكونغرس قطع التمويل الكبير الذي تمنحه الولاياتالمتحدة الى باكستان، والذي تجاوز 18 بليون دولار خلال نحو عشر سنوات غالبية لمساعدة جيشها الكبير. وفي عام 2009، اشرف جون كيري على مصادقة الكونغرس على تمويل اضافي مقداره 7,5 بليون كمساعدة مدنية على خمس سنوات. ويرى مراقبون ان من الخطير معاداة واشنطن القوة النووية الوحيدة في العالم الاسلامي، في ظرف تغرق فيها القوات الدولية وثلثاها من الأميركيين، في مستنقع الحرب ضد طالبان في افغانستان.