لم تكن حياة الآباء والأجداد الذين عاشوا في البادية متنقلين في الصحراء سهلة، بل كانت حياة قاسية فيها الكثير من المشقة، ذلك ما كشفته محتويات متحف الصحراء المتنقل في الخيمة التراثية بمهرجان «سفاري بقيق» في نسخته الثانية، الذي جمع الكثير من الأدوات وغيرها من المستلزمات البسيطة بمكوناتها في تلك الحياة الماضية. وأوضح المشرف على الخيمة التراثية «المتحف» في المهرجان مفرح آل رويبع، أن الخيمة احتوت على أدوات قديمة وتراثية من مستلزمات البادية، ليتضح للزائر ما كانوا يعيشون عليه بأسلوب بسيط من دون وجود وسائل النقل والتخزين الحديثة التي تعتمد على الكهرباء والسيارات والحديث من الوسائل العصرية. ويستعرض آل رويبع يومياً للزوار كيف كانت الحياة داخل الخيام وبيوت الشعر، وكيف كانت تخزن المواد الغذائية، وطريقة إعداد القهوة في الماضي التي كان يستخدم في تحضيرها المحماس لحمسها، والنجر لطحن القهوة، والدلال بأنواعها. وقال إن المتحف المتنقل يحتوي على أدوات استخراج الماء ونقله من الدلو الجلدي والحبل المصنوع من ليف النخيل، ويستخدمان في سحب الماء من البئر لتعبئة «القربة»، وهي عبارة عن قطعة منفوخة من الجلد لتستخدم في حفظ الماء وتبريده، ويصنعها أهل البادية من جلد الماعز، كما يُعرض في المتحف لباس الرجل البدوي، الذي يشمل ثوباً طويلاً مصنوعاً من القطن، وملابس المرأة قديماً، التي تغطي كل جسدها وتتميز بألوانها القوية، كما يحتوي على بعض حلي النساء التي هي غالباً من الخرز والفضة، وعلى الكثير من الأدوات التراثية والأثرية التي لم يتسع الوقت لذكرها ومعرفتها. ويشير آل رويبع إلى أن الخيمة التراثية تشتمل على أدوات مشتركة لأهل الحاضرة والبادية وهي أدوات بسيطة الصنع، إذ يتم صنعها يدوياً، ولكنها تحتاج إلى الخبرة في إعدادها وصناعتها، لافتاً إلى أن المهرجان يركز على تراث الصحراء وحياة البادية، لذا تُشرح المحتويات وطرق استخدامها على طريقة أهل البادية، لتصوير حياة جزء كبير من أجزاء هذا الوطن في الماضي، وترسيخ تلك الثقافة في أذهان الزوار والجيل الحالي.