أعلنت النيابة العامة الألمانية أنها فتحت تحقيقاً في شأن رئيس مجلس مصلحة تشخيص النظام في إيران محمود هاشمي شاهرودي، الذي يُعالج منذ فترة في مستشفى في مدينة هانوفر. أتى ذلك بعدما ذكرت مصادر في المعارضة الإيرانية أن شاهرودي، وهو رئيس سابق للقضاء في ايران، يعتزم العودة إلى بلاده في أسرع وقت، خشية توقيفه بعد تقديم شكاوى ضده. وطالب «المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية»، الجناح السياسي ل «مجاهدين خلق»، أبرز تنظيم معارض للنظام الإيراني في المنفى، برلين بإصدار مذكرة عاجلة لتوقيف شاهرودي. وأضاف أنه قدّم شكوى رسمية، اتهمه فيها ب «ارتكاب جرائم ضد الإنسانية»، وحضّ ألمانيا على منعه من مغادرة أراضيها. كما قدّم فولكر بك، وهو قيادي في حزب «الخضر» الألماني، شكوى في هذا الصدد، وقال لشبكة «دويتشه فيلله»: «لا يجوز أن تتحوّل ألمانيا مصحاً يُعالج فيه مجرمون». وتابع أنه دفع بمكتب المدعي العام الألماني إلى إعلان وجود شاهرودي في ألمانيا، متسائلاً: «كيف يمكن لشخص مثله نيل تأشيرة لدخول ألمانيا؟». كذلك قدّمت الجالية الكردية في ألمانيا شكوى ضد شاهرودي، أمام الادعاء العام في هانوفر. وقالت ناطقة باسم مكتب الادعاء الاتحادي إن أي شكوى تُقدّم ستخضع لمراجعة مستفيضة، مضيفة: «سنتابع المراجعة على أساس قانوني، لتحديد هل أن السيد شاهرودي مذنباً في ما يتعلّق بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بصرف النظر عن مكان وجوده». إلى ذلك، طالب البيت الأبيض طهران بالإفراج عن المتظاهرين الذين أوقفوا خلال الاحتجاجات الأخيرة. ووَرَدَ في بيان أصدره: «تشعر إدارة (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب بقلق عميق إزاء تقارير تفيد بأن النظام الإيراني سجن آلافاً من المواطنين الإيرانيين الأسبوع الماضي، لمشاركتهم في تظاهرات سلمية». وأضاف أن تقارير عن أن تعرّض متظاهرين ل «تعذيب، أو قتلهم خلال احتجازهم، أمر أكثر إثارة للقلق». واعتبر أن لدى النظام «طابعاً وحشياً حقيقياً». وقالت ناطقة باسم البيت الأبيض: «لن نبقى صامتين في وقت تقمع فيه الديكتاتورية الإيرانية الحقوق الأساسية لمواطنيها، وسنحاسب المسؤولين الإيرانيين على أي انتهاكات. تدعو الولاياتالمتحدة إلى الإفراج فوراً عن جميع السجناء السياسيين في ايران، بينهم ضحايا حملة القمع الأخيرة». أتى ذلك بعدما دانت طهران تبنّي مجلس النواب الأميركي قراراً يدعم الاحتجاجات، اذ اعتبره الناطق باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي «تدخلاً» في الشؤون الداخلية لبلاده. وأضاف ان «تحركات مشابهة، بما فيها إصدار قرارات وتصريحات وتحركات عدائية من حكومة هذا البلد ضد الشعب الإيراني، تكشف النزعة التدخلية للحكومة الأميركية، والتي شاهدها مراراً الشعب الإيراني على مرّ العقود الأخيرة».