نبّهت إيران المجتمع الدولي إلى وجوب الاستعداد لانسحاب محتمل للولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم مع الدول الست، وأبلغت المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو بأنها قد تراجع تعاونها مع الوكالة إذا لم تحترم الولاياتالمتحدة التزاماتها في شأنه. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي رفضه الإقرار بالتزام طهران الاتفاق، وكلّف الكونغرس معالجة «نقاط ضعف عميقة في الاتفاق»، علماً بأن مهلة الإبقاء على رفع العقوبات الأميركية المفروضة على إيران تنتهي الجمعة المقبل. وقال نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن «على المجتمع الدولي أن يستعد لانسحاب أميركي محتمل من الاتفاق. يسعى الرئيس الأميركي منذ أكثر من سنة بكل جهده إلى القضاء عليه. نحن مستعدون لكل الاحتمالات. سيكون المجتمع الدولي الخاسر الأكبر وكذلك منطقتنا، نتيجة خسارة تجربة ناجحة على الساحة الدولية. منطقتنا لن تكون أكثر أمناً من دون الاتفاق». وحذر الناطق باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي من أن انسحاب واشنطن من الاتفاق سيستدعي «رداً مناسباً وقوياً»، معتبراً أن «الإدارة الأميركية ستندم على ذلك»، فيما أبلغ رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي، أمانو، بأن بلاده «ستتخذ قرارات قد تؤثر في تعاونها مع الوكالة الذرية إذا لم تُنفذ الولاياتالمتحدة التزاماتها بموجب الاتفاق». وسيُجري وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف نهاية الأسبوع «اجتماعاً تشاورياً» في شأن الاتفاق مع نظرائه البريطاني والفرنسي والألماني والأوروبي. ونفى ظريف تقارير تفيد بأن المحادثات ستركز على الاحتجاجات التي شهدتها إيران أخيراً، معتبراً ذلك «بلا أساس». واتهم «دولاً» بالسعي إلى استغلال الاحتجاجات في بلاده، واستدرك: «يجب أن نستمع في أعماقنا إلى انتقادات الشعب ومطالبه». وكان وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل أعلن أن الاتحاد الأوروبي قرّر دعوة ظريف إلى بروكسيل قريباً للبحث في الاحتجاجات، مستدركاً أن برلين وباريس «حذرتا من محاولات استغلال الصراعات الداخلية في إيران». لكن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أيه) مايك بومبيو سخر من اتهام طهران وكالته بالتورّط في التظاهرات، مؤكداً أن «الشعب الإيراني أحدثها وبدأها وواصلها، للمطالبة بظروف عيش أفضل وبالقطيعة مع النظام الديني الذي يعيش في ظله منذ 1979». في السياق ذاته، لفت الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى أن لشعبه «مطالب اقتصادية وسياسية واجتماعية»، معتبراً أن حصرها بالجانب الاقتصادي سيشكّل «تحريفاً» للتظاهرات و «صفعة للشعب الإيراني». وأضاف: «لا أحد بريء، وللناس انتقاد الجميع». واعتبر أن «أصل المشكلات» يكمن في «بُعد المسؤولين عن الجيل الشاب»، مشدداً على أن «أزمة فرص العمل والفقر لا تُحلّ بالشعارات». وكانت طهران أعلنت مقتل 22 شخصاً خلال الاحتجاجات، وتوقيف حوالى ألف. وأشار نائب رئيس القضاء الإيراني حامد شهرياري إلى «التعرف إلى جميع قادة حركة الاحتجاجات وتوقيفهم»، محذراً من أنهم «قد يواجهون حكماً بإعدامهم». وأعلنت النائب الإيرانية طيبة سياواشي إبلاغها بأن شاباً عمره 22 سنة، كانت الشرطة أوقفته أثناء التظاهرات، «انتحر في السجن»، فيما ذكرت نائب الرئيس الإيراني معصومة ابتكار أن روحاني يصرّ على ضرورة الإفراج عن جميع الطلاب المعتقلين. إلى ذلك، أعلنت الحكومة الألمانية أن رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران هاشمي شاهرودي يُعالَج من «مرض خطر» في مستشفى في مدينة هانوفر منذ أسابيع، مبرراً السماح بدخوله ب «أسباب صحية ذات صدقية». وكانت صحيفة «بيلد» الألمانية كتبت في افتتاحية أمس، في إشارة إلى شاهرودي الذي كان رئيساً للقضاء في إيران: «قاضي الموت في إيران، مريض مترف في ألمانيا».