القدس المحتلة - أ ف ب - وضعت قوات الأمن الاسرائيلية أمس في حال استنفار تحسباً لأعمال عنف في وقت يستعد الفلسطينيون لإحياء ذكرى النكبة حتى يوم الاحد عبر تنظيم مسيرات وتظاهرات في الاراضي الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة وفي الخارج. في هذا الاطار، وقعت مواجهات واشتباكات بالحجارة بين شبان فلسطينيين ورجال شرطة اسرائيليين أمس في أحياء مختلفة من مدينة القدس حيث اعتقلت الشرطة 12 مقدسياً واقتادتهم الى مركز تحقيق المسكوبية في القدس. وبحسب شهود ورواية الشرطة الاسرائيلية، اندلعت المواجهات خصوصاً في أحياء سلوان والعيسوية والطور وباب حطة في القدس، وقام شبان فلسطينيون برشق عناصر الشرطة و«حرس الحدود» بالحجارة، خصوصاً في حيي باب حطة وسلوان، فرد هؤلاء باستخدام الغاز المسيّل للدموع. وقال رئيس مركز معلومات سلوان جواد صيام: «ان حراس المستوطنين يطلقون الرصاص الحي على الشبان فيما تطلق الشرطة الأعيرة المطاطية والغاز المسيّل للدموع، وهناك عدد كبير من المصابين باختناقات». وأضاف: «ان زجاجتين حارقتين أُلقيتا على البؤر الاستيطانية». وأفاد شهود ان مواجهات جرت في بلدة العيسوية شرق مدينة القدس وفي حي الطور حيث أغلق الشبان الفلسطينيون الطريق بالحجارة وسيارة قديمة أحرقوها منتصف الشارع، ثم تم اطفاؤها وفتحت الطريق. وقالت الناطقة باسم الشرطة الاسرائيلية: «تم اعتقال 12 شخصاً اقتيدوا الى التحقيق في قسم الاقليات في مركز التحقيقات المسكوبية»، مضيفة انه «تم اعتقال 16 شاباً في اليومين الماضيين يشتبه في انهم ينوون الاخلال بالنظام العام». ووضعت قوات الامن الاسرائيلية امس في حال استنفار تحسباً لاعمال عنف لمناسبة احياء الفلسطينيين ذكرى النكبة، وتحلق مروحية الشرطة في سماء القدس وتسمع بين الوقت والآخر صفارات سيارات الشرطة. واعلن الناطق باسم الشرطة ميكي روزنفلد ان «الشرطة وضعت في حال استنفار ونشرت آلاف التعزيزات في القدسالشرقية وشمال اسرائيل». غير انه اوضح انها ليست «حال استنفار قصوى»، ولم يشر الى أي حادث صباح أمس. وفرضت الشرطة قيوداً على الوافدين الى باحة المسجد الاقصى في مدينة القدس القديمة التي تحتلها اسرائيل منذ عام 1967 لاقامة صلاة الجمعة، لمناسبة الذكرى ال 63 لقيام دولة اسرائيل. وقال الناطق: «سيسمح فقط للرجال الذين تزيد اعمارهم على 45 سنة والحاملين بطاقات هوية اسرائيلية بالدخول الى باحة» المسجد الاقصى، باستثناء الفلسطينيين الرجال غير المقيمين في القدسالشرقية. وافادت الاذاعة العامة ان سبعة افواج امنية استقدمت لتعزيز الوحدات التي تنتشر عادة في الضفة الغربيةالمحتلة، وتلقت تعليمات بضبط النفس تفادياً لاراقة الدماء. إحياء النكبة ويعتزم الفلسطينيون تنظيم مسيرات وتظاهرات في الاراضي الفلسطينية المحتلةوالقدسالشرقية اعتباراً من الجمعة وحتى الاحد، تشمل أداء صلوات وتنظيم مسيرات وتجمعات في الاراضي المحتلةوالقدسالشرقية، وكذلك في الدول المجاورة خصوصا لبنان ومصر. وأفاد مراسل لوكالة «فرانس برس» امس ان السلطات المصرية منعت الوصول الى سيناء الحدودية مع قطاع غزة، وعززت اجراءات الامن في شبه الجزيرة لإلغاء مسيرة يفترض ان تنطلق اليوم وغداً من ميدان التحرير في القاهرة للوصول الى غزة بهدف التنديد بالاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية والدفاع عن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين والمطالبة بالافراج عن معتقلين. وبحسب المراسل، وضع جسر السلام، أحد أبرز المعابر الى سيناء، تحت حماية مشددة للجيش الذي نشر المدرعات، كما أُقيم عدد من الحواجز في شبه جزيرة سيناء للتدقيق في هويات الأشخاص الراغبين في الدخول الى المنطقة، ولم يسمح بالمرور إلا للمصريين المقيمين في شبه الجزيرة فقط. واضطر الآخرون للعودة أدراجهم. وكانت وزارة الداخلية المصرية طلبت الخميس من منظمي هذه المسيرة بين القاهرة وقطاع غزة، إلغاءها، مشيرة الى الأوضاع الحساسة السائدة حالياً. وإحياء لذكرى النكبة، تظاهر عشرات المصريين أمس أمام سفارة اسرائيل في القاهرة، مطالبين بطرد السفير وقطع العلاقات الديبلوماسية مع الدولة العبرية. وذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية انه تم تعزيز الاجراءات الامنية امام مبنى السفارة. وكانت القوات اليهودية قبل 63 سنة دفعت بأكثر من 760 ألف فلسطيني الى الهجرة او طردتهم من ديارهم. وتقدر الاممالمتحدة اليوم عدد هؤلاء اللاجئين وأبنائهم بنحو 4,7 مليون. وينص قرار الاممالمتحدة الرقم 194 الصادر في 11 كانون الاول (ديسمبر) عام 1948 على عودة اللاجئين الفلسطينيين الى مدنهم وقراهم التي هجروا منها نتيجة لحرب عام 1948. ورفضت الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة تطبيق حق العودة باسم الحفاظ على «الطابع اليهودي والديموقراطي» لاسرائيل. لكن المفاوضين الفلسطينيين اشترطوا الاقرار بهذا الحق مع الإعراب عن امكان تعديل تطبيقه.