لوركا (إسبانيا) – أ ب، رويترز، أ ف ب – بات عشرات الآلاف من سكان مدينة لوركا جنوب شرقي إسبانيا، ليلتهم في العراء، بعد مقتل تسعة أشخاص وجرح 260، في هزة هي الأقوى منذ 55 سنة، وحوّلت المدينة الى «ساحة حرب». وأعلن الصليب الأحمر أن حوالى 15 ألف شخص شُردوا من منازلهم، يعكف رجال الإنقاذ على نصب مخيمات لإيوائهم. ونام بعضهم في سيارات وفي حدائق، وحتى خارج مركز تجاري في المدينة الزراعية التي تقع في منطقة مورسيا، وتبعد نحو 30 كلم عن ساحل البحر المتوسط و350 كلم عن مدريد، بعد هزتين متتاليتين، اولاهما بقوة 4.4 درجات على مقياس ريختر، والثانية بقوة 5.2 درجات، أفاد مركز المسح الجيولوجي الأميركي أن مركزهما كان على عمق كيلومتر واحد في باطن الأرض، ما عزّز قوتهما التدميرية. ففي الشوارع التي غطتها الحصى وبدت فيها واجهات المباني المدمرة، تساقطت قطع حجارة من الجدران، فيما السيارات مطمورة تحت أطنان من الحطام. ويخشى سكان سقوط منازلهم، نتيجة تشققات فيها. وأشار رئيس بلدية لوركا فرانسيسكو خودار، الى «أضرار في كلّ المدينة»، فيما تحدث احد السكان عن مقتل ثلاثة من جيرانه. وقدّر مسؤولون ان 30 ألف شخص، أي نحو ثلث سكان المدينة، أمضوا الليل في العراء، خشية الهزات الارتدادية. وأفادت وكالة «أسوشييتد برس» بأن لوركا «بدت أشبه بمنطقة حرب». وعلّق رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو حملته للانتخابات الاقليمية والبلدية المقبلة، للإشراف على عمليات الانقاذ، فيما نشرت السلطات في المدينة 800 عنصر من الشرطة والجيش للمساعدة في رفع الركام، كما أقام الصليب الأحمر ثلاثة مستشفيات ميدانية. وضربت لوركا، التي يعود تاريخها إلى العصر الروماني وفيها مبان تعود إلى العصور الوسطى، هزاتٌ بالقوة ذاتها تقريباً أعوام 1999 و2002 و2005، وسبّبت أضراراً من دون وقوع جرحى. والهزة الحالية هي الأعنف في إسبانيا منذ العام 1956، حين قُتل 12 شخصاً وجُرح 70 في غرناطةجنوب البلاد.