اكتشفت اليوم (الجمعة) مقبرتان جماعيتان في شمال سورية تضمان جثث عشرات الأشخاص الذين قتلهم تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) خلال سيطرته على المنطقة، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا». وقالت الوكالة «اكتشفت اليوم مقبرتان جماعيتان في ريف الرقة الغربي تضمان جثامين عشرات الشهداء من مدنيين وعسكريين ممن أقدم تنظيم داعش الإرهابي على إعدامهم خلال فترة سيطرته على المنطقة». وعثر على المقبرتين في منطقة تسيطر عليها القوات الحكومية. وأوضح قيادي ميداني ل «سانا» أنه بعد استعادة الجيش السوري السيطرة على مناطق في ريف الرقة الغربي من «داعش»، وردت معلومات من الأهالي تفيد بوجود مقبرتين جماعيتين بالقرب من بلدة الواوي. وأضاف «بدلالة الأهالي، تم التوجه إلى مكان المقبرتين والعثور على الأدلة التي تؤكد وجود الجثامين فتمت الاستعانة بفرق من الدفاع المدني التي باشرت باستخراجها». ونقلت الوكالة عن مسؤول محلي أن العمل جار على استخراج كل الجثث. وأوضح أحد العاملين في الدفاع المدني أن العملية قد تستغرق أياماً عدة. وطرد الجيش السوري في صيف العام 2017 «داعش» من أجزاء واسعة من ريف الرقة الغربي والجنوبي. كما تمكنت «قوات سورية الديموقراطية» في هجوم منفصل من طرد المتطرفين من الجزء الأكبر من المحافظة ومن مدينة الرقة التي كانت تعد معقل التنظيم الأبرز في سورية. وفي 17 كانون الأول (ديسمبر) 2014 عثر سكان على مقبرة جماعية في محافظة دير الزور تضم جثث 230 شخصاً من أقاربهم الذين أعدمهم التنظيم، جميعهم من أفراد عشيرة الشعيطات التي كانت تقاتل ضده في شرق المحافظة. وبين 25 و27 حزيران (يونيو) 2015 قتل المتطرفون أكثر من 200 مدني بينهم نساء وأطفال في مدينة عين العرب (كوباني) في شمال سورية قبل أن تطردهم منها «وحدات حماية الشعب الكردية». وفي العراق، عثرت القوات الأمنية أثناء عملياتها العسكرية على عشرات المقابر الجماعية التي تضم رفات المئات. إلا أن العام 2017 شهد أكبر انتكاسات التنظيم المتطرف، إذ خسر غالبية المناطق التي أعلن منها «الخلافة» في سورية والعراق العام 2014. وأعلنت بغداد «نهاية الحرب» على «داعش»، فيما لا يزال يسيطر على جيوب متفرقة في سورية لا تتجاوز مساحتها خمسة في المئة.