تهجم عضو في مجلس إدارة نادي جازان الأدبي على عدد من المثقفين والأدباء المعروفين في المنطقة، قاموا بزيارة إلى ناديهم، واصفاً المطالب التي تقدموا بها ب«العمل غير الأخلاقي والفعل المشين»، فيما اكتفى أعضاء آخرون في مجلس الإدارة بالصمت أو الانصراف من دون إبداء ملاحظات.وتمثلت المطالب التي قدمها كل من الشاعر محمد إبراهيم يعقوب والقاص علي زعلة والشاعر موسى عقيل والشاعر إبراهيم زولي والناقد جبريل سبعي والقاص أحمد القاضي والشاعر يحيى الشعبي والكاتب أسامة السهلي في الاطلاع على خطة النادي في كيفية صرف مبلغ المكرمة الملكية التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للأندية الأدبية، وتقدر بعشرة ملايين ريال، وأيضاً منع الاستثناءات في منح عضوية الجمعية العمومية، لافتين إلى تسريبات فحواها التساهل في منح العضوية لغير الأدباء والمثقفين أو من لا تنص عليهم اللوائح. وكان هؤلاء المثقفون ذهبوا إلى النادي مساء الأحد الماضي في تزامن مع انعقاد الاجتماع الأسبوعي لمجلس الإدارة، لكنهم واجهوا ردود فعل مختلفة من الأعضاء. وقال الشاعر إبراهيم زولي ل»الحياة»: «ذهبنا للنادي، وبينما نحن نحاول الدخول إلى الرئيس، فوجئنا بأعضاء مجلس الإدارة يغلقون في وجوهنا الباب، قائلين انتظرونا خمس دقائق. وانتظرنا ما يقارب الساعة خلف الباب. وحين أردنا الدخول مرة أخرى لإشعار الرئيس برغبتنا في الدخول أو تركنا نذهب، أذن لنا الرئيس، لكننا فوجئنا بانسحاب نائب الرئيس بطريقة فجة، متمتماً بكلام غاضب، ولحق به عضو آخر وهو خالد ربيع شافعي، الذي قال لنا، إن ما تقومون به عمل غير أخلاقي وفعل مشين، فيما انسحب بقية الأعضاء بطريقة تدعو للدهشة ولم يتبق سوى ثلاثة منهم التزموا الصمت. وفي اللقاء أكد لنا رئيس النادي أن المبلغ المودع في حساب النادي سيتم تسليمه للمجلس المقبل، وان لجنة لفرز أسماء الجمعية العمومية ستشكل من خارج المجلس، واعداً المثقفين والمثقفات بلقاء مفتوح لبحث الكثير من الملفات العالقة». وعبر زولي عن أمله بأن ما يثار حول صرف النادي مبالغ لأشخاص بعينهم غير صحيح وقال: «إن ما دفعهم إلى الذهاب إلى النادي وطرح مطالبهم وهواجسهم أيضاً، خشية أن يتحول الصمت إلى خيانة، فتوجهنا للنادي بغرض التحاور مع أعضاء مجلس الإدارة وبحث الملفات الشائكة، وأبرزها مسألة الانتخابات المقبلة بعدما وصلت تسريبات من النادي بأن هناك تمديداً واستثناءات لأشخاص ليس لهم اهتمام بالشأن الثقافي، لاسيما أن المدة المقررة انتهت كما حددها مجلس الإدارة في الإعلان المنشور في الصحف. والأمر الثاني هو مبلغ العشرة ملايين ريال، التي أودعت في حساب النادي، والتي يخشى كثير من المثقفين أن تهدر بطريقة أو بأخرى ويتم التلاعب بها». وقال المتحدث باسم المجموعة الشاعر محمد يعقوب: «نحن مثقفو منطقة جازان بصفتنا جزءاً من هذه الانتخابات، نأمل من المجلس إغلاق استقبال الطلبات والبدء في مراحل أخرى أو إعلان تمديد استقبال المشاركات لموعد آخر محدد وواضح، بدلاً من ترك الأمر للتأويلات في ظل حديث عن استثناءات يتحدث عنها مجلس الإدارة لمن لم تشملهم الشروط». فيما رد عليهم رئيس النادي محمد الحربي، قائلاً إن «مجلس الإدارة له الحق في استثناء من يستحق». وأضاف الشاعر موسى عقيل أن سبب زيارتهم، «هو رغبتنا في التحاور مع مجلس الإدارة، وحرصاً منا على مستقبل النادي الأدبي». وأوضح الناقد جبريل سبعي أن مسؤولية التنمية الثقافية، «تقع على عاتق كل مثقف ومثقفة، فالمثقفون الذين كانوا في زيارة النادي حاولوا كسر حاجز الصمت، ومد جسور من التواصل مع أعضاء مجلس الإدارة، ثم المشاركة في اتخاذ القرارات حيال الفترة المقبلة، ومعرفة تفاصيل عمليات الترشيح للجمعية العمومية، وكذا مصير الموازنة المخصصة للنادي في هذا العام»، مشيراً إلى أن بعض أعضاء مجلس الإدارة قابلوا المطالب «بالاستخفاف واعتبروا زيارتنا اقتحاماً لاجتماعهم، فعبر البعض منهم عن رفضه لهذه المبادرة بالتطاول على مجموعة المثقفين، في حين احتج عدد منهم على زيارتنا في هذا التوقيت بمغادرة قاعة الاجتماع».