خذلت ملخصات لمناهج «مجهولة المصادر» انتشرت أخيراً في المكتبات كثيراً من الطلاب الذي كان يتوهمون أنها سفينة النجاة أمام ورقة الاختبارات، والمنقذ من دراسة المناهج والمقررات الطويلة، بينما حذّرت إدارات مدارس طلابها منا، وطالب مسؤول في وزارة التربية والتعليم وزارة الثقافة والإعلام بالتدخل. وخاب أمل طلاب اتخذوا الطريق السهل للمذاكرة في أول يومين من أيام الاختبارات النهائية للعام الدراسي، عبر استذكار المناهج عبر الملخصات التي لم يأتِ من محتوياتها شيء يذكر في أسئلة اليومين الأولين من الاختبارات النهائية، ما أوقعهم في حرج، وبالتالي الفشل في حل الأسئلة. وتداركت إدارات بعض المدارس، بعد ملاحظتها الظاهرة، الأمر بتحذير الطلاب والطالبات من أخذ ملخصات غير معترف بها. وتلخص هذه المذكرات جزءاً يسيراً من المنهج، عبر طرح المعلومات بطريقة الاختيار المتعدد، التي أضحت الطريقة الرائجة في الاختبارات، لتكون متوافقة مع التصحيح الإلكتروني. وخسر مبارك جمعة (طالب في المرحلة الثانوية) كثيراً من الدرجات في اليومين الأولين من الاختبارات، بسبب اعتماده على الملخصات الجاهزة الموجودة في المكتبات، إذ لم تحوِ أسئلة الاختبار شيئاً يذكر مما ورد في المخلصات التي اشتراها. وأشار جمعة إلى أنه وزملاءه استبشروا خيراً بهذه الملخصات، خصوصاً في المواد التي يكون منهجها طويلاً، «فلجأنا مباشرة إليها، لكنها أوقعتنا في فخ كبير». وعند مواجهة أساتذة المواد بالمشكلة، أوضح بعضهم ل«الحياة» أنهم لا يعلمون شيئاً عن هذه الملخصات ومن أعدها ووزعها على المكتبات. وذكر راشد الزهراني (مرشد طلابي في المرحلة المتوسطة) أنه وزملاءه من المعلمين «لا يعلمون عن هذه الملخصات شيئاً، ولم يرشدوا الطلاب إليها». وأضاف: «هي مجرد اجتهادات من الطلاب أنفسهم، للهرب من مذاكرة الكتب التي ربما تكون طويلة»، مشيراً إلى أنه أخذ عينات من هذه الملخصات للاطلاع عليها، فوجد أنها لا تشمل كثيراً من المنهج، وتعتمد في طرحها على أسلوب الاختيار المتعدد، بحيث يكون من كل وحدة سؤال أو سؤالان فقط، متجاهلة بقية المعلومات في الوحدة. وأكد أنهم قاموا بمساعدة إدارة المدرسة بتحذير الطلاب من الاعتماد على هذه الملخصات التي لا تشمل المنهج كاملاً. وتوقع الزهراني أن الدافع وراء نشر هذه الملخصات الربح المادي. «أعتقد أن من يقفون وراء هذه الملخصات ليست لهم علاقة بالتعليم، بل يعتمدون على أخذ الأسئلة من المواقع الإلكترونية، وتقديمها بشكل مبسّط ومغرٍ عبر ملخصات موزعة على المكتبات، لأجل الربح المادي». من جهته، لفت حميد البقمي (ولي أمر) أن أبناءه الدارسين في الجامعات يعتمدون على ملخصات موجودة في المكتبات، لكن بتوصية من أعضاء هيئة التدريس في الجامعة. «لكن الأمر لم يفلح مع أبنائي الذين يدرسون في الثانوية، إذ وجدنا تبايناً مع المنهج، وعدم شموله كاملاً فيها، فتداركنا الأمر بعدم الاعتماد عليها». في المقابل، أكد علي الصنعاني الذي يعمل في إحدى المكتبات التي تبيع هذه الملخصات ل«الحياة» أنها تأتيهم من أشخاص مجهولين، يقومون بتوزيعها على المكتبات فنقوم بشرائها منهم ومن ثم طباعتها وتوزيعها على الطلاب الراغبين فيها. وأوضح أن كثيراً من الطلاب انتقدوا هذه الملخصات لعدم شمولها المنهج، منوهاً إلى أن سوقها نشطة للغاية، خصوصاً بداية الاختبارات، إذ يقوم معظم الطلاب بشراء ملخصات المواد بأكملها. مستطرداً: «في النهاية نحن يهمنا الربح، بعيداً عن فائدتها من عدمها في الاختبارات». من جانبه، أكد مدير التوجيه والإرشاد بتعليم جدة حسن السالمي أنه تنبغي معرفة من أين أتت هذه الملخصات، وكيف وصلت إلى المكتبات ومن سوّقها. وقال: «هذه مشكلة كبيرة، وعلى إدارات المدارس القيام بتوعية الطلاب والطالبات بعدم أخذ هذه الملخصات، وبدلاً من أن تؤخذ المعلومة من المكتبات عليهم أخذها من المعلم مباشرة أثناء فترة المراجعات، كما يجب توضيح خطورة هذه الملخصات الخارجية وسعي مروجيها إلى الربح». وذكر أن طريقة طرحها تختلف عما هو موجود في المدارس والمقررات، خصوصاً المقررات الجديدة، مضيفاً أن الملخصات تركز على المواد السهلة ومواد اللغة العربية والإسلامية، وهذا دليل على بحثها عن الكسب المادي. وأشار إلى أنه على إدارة المدرسة عمل التوعية، كون لها تأثير كبير في طلابها، مبيناً أن الطالب دائماً ما يبحث عن أسهل طريقة ووسيلة لتوصيل المعلومة في أقصر وقت وبأقل جهد، مطالباً وزارة الثقافة والإعلام بالتدخل السريع لمتابعة هذه المشكلة وكيفية تسويق تلك المكتبات للملخصات.