أفتى عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء، الشيخ الدكتور عبدالكريم بن عبدالله الخضير، بعدم جواز عمل "الملخصات الدراسية" التي يكون فيها حذف للمسائل التي تحتاج إليها بالمقررات والمناهج، ووصف مثل هذا الفعل ب"العبث". ودعا "الخضير" المعلمين والأساتذة إلى الالتزام بالمقررات والمناهج العلمية والدراسية، لا سيما إذا كانت من مؤلفات العلماء الأئمة.
وقال: "تربية طلاب العلم على هذه المذكرات لا تُخرج لنا طلاب علم يمكن الاعتماد عليهم". وجاءت هذه الفتوى في معرض إجابة عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة، أمس، عن أسئلة المستمعين ضمن البرنامج اليومي "نور على الدرب " الذي تبثه إذاعة القرآن الكريم. وكان نص السؤال الموجه للشيخ "الخضير": "إذا شرح المعلم المقرر كاملاً، وفي نهاية الفصل الدراسي لخّص لطلابه أهم ما تضمنه المنهج من المفاهيم والمعارف.. فهل يجوز أن يكون الاختبار متعلقاً فقط بهذا الملخص لأنه أرسخ للطلاب؟.
وأجاب الشيخ "الخضير" بقوله: "هذا الأمر يحتاج إلى معرفة ما إذا كان هذا الملخص يشمل جميع فقرات المنهج وما إذا كان معداً بطريقة أكثر وضوحاً وقد تكون أسهل ففي هذه الحالة لا مانع من ذلك لأن المقصود الفائدة، التي تتحقق بهذا الملخص".
وأضاف: "لو كان هذا الملخص يتضمن حذفاً لبعض المسائل التي يحتاج إليها الدارس لهذا المقرر فلا يجوز ذلك، وهو عبث بالمقرر وبمفردات المنهج، لأن مفردات هذا المقرر ما وُضعت إلا بعد دراسة وعناية، وبالتالي فإن كان المحذوف يدخل ضمن المعلومات التي تكون هناك حاجة إليها فهذا الأمر لا يجوز".
وأردف: "المقررات إذا كانت من مؤلفات أهل العلم التي يربّى عليها طلاب علم فلا يجوز استبدالها بمذكرات، وأرى أن تربية طلاب العلم على هذه المذكرات لا يخرج لنا طلاب علم يمكن أن يعتمد عليهم، فالعلم إنما يؤخذ عن أهله".
وتابع: "يجب أن يلتزم الأستاذ بالمقرر لا سيما إذا كان هذا المقرر من مؤلفات العلماء الأئمة، وإلا فإن حذف بعض الأمور مما لا يخل بمفردات المنهج جائز في حالة أن ذلك ييسر على الطلاب".
وكانت وزارة التربية والتعليم قد شددت، في وقت سابق، عبر إداراتها التعليمية بالمناطق، على منع إعداد الملخصات في المواد الدراسية التي يلجأ الطلاب إليها كبديل عن الكتاب المدرسي حيث تزودهم بالحد الأدنى من المعلومات المطلوبة.
ونبهت إلى ضرورة الالتزام بمحتويات الكتاب، وعدم الاستغناء عنها بأسئلة أو نماذج أو تدريبات تختزل المحتوى أو تقلل من جودته وشموله، وذلك لتفادي احتمالات إهمال الكتاب المدرسي المقرر، واختزال المادة العلمية بصورة تتسبب في ضياع الأهداف المرسومة المستمدة من سياسة التعليم في المملكة.
وتسعى الوزارة إلى مواجهة محاولات تأصيل الحفظ الآلي لدى الطالب والطالبة من دون فهم أو وعي، حيث تتسبب تلك الظاهرة في تقليص فرص التعلم النشط القائم على البحث والمعرفة وجمع البيانات العلمية واستخلاص النتائج.
وتشدد الوزارة على ضرورة تقديم المحتوى التعليمي بأسلوب تربوي محفز على التعلم خلال بيئة تعليمية جاذبة تهتم بتزويد الطالب والطالبة بالحد الأعلى من مهارات التعلم المطلوبة.