دمشق، نيقوسيا، عمان - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - شنت قوات الأمن السورية حملة اعتقالات أمس في مدينة درعا المحاصرة منذ نحو أسبوع، وذلك غداة دعوة المعارضة الى القيام بتظاهرات في عموم البلاد من أجل «فك الحصار» عن هذه المدينة. وقال الناشط الحقوقي عبد الله أبا زيد: «إنهم يقومون منذ ساعة مبكرة من صباح الأحد، مدعومين بدبابات ومدرعات، بالتنقل من حي الى آخر، ويدخلون البيوت ويعتقلون في كل مرة شخصاً أو شخصين». وأضاف إن «كل الرجال الذين تزيد أعمارهم على 15 سنة عرضة للاعتقال»، مشيراً الى استجواب مئات الأشخاص منذ الجمعة الماضي. وأوضح أن «القناصة يطلقون النار على كل شيء يتحرك» ويمنعون السكان من رفع «ستة جثث موجودة في الشارع منذ الجمعة، كما أن هناك جرحى لا نستطيع نجدتهم». وأضاف إن «الوضع الإنساني مترد جداً، فليس هناك ماء ولا طعام ولا كهرباء». وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن آلاف السوريين الذين يحملون الشموع ويرددون شعارات معادية للحكومة، قاموا بمسيرة في مدينة بانياس ليل السبت - الأحد تضامناً مع مدينة درعا. وكانت الدعوات تجددت عبر موقع «فايسبوك» الى تظاهرات جديدة تحت شعار «أسبوع فك الحصار» لتبدأ أمس في درعا، والاثنين في ضواحي دمشق، والثلثاء في بانياس وجبلة (شمال غرب)، والأربعاء في حمص وتلبيسه (وسط) وتلكلخ عند الحدود مع لبنان. وينوي المتظاهرون الخميس تنظيم «اعتصامات ليلية» في كل المدن. في هذه الأثناء، دعت منظمات حقوقية سورية أمس السلطات الى إطلاق الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديموقراطي المحامي حسن إسماعيل عبد العظيم الذي اعتقلته السلطات السورية من دون مذكرة توقيف على رغم رفع حال الطوارئ في البلاد. وقال البيان الذي تسلمت وكالة «فرانس برس» نسخة منه إن «دورية تابعة لإحدى الجهات الأمنية اعتقلته من مكتبه ظهر السبت واقتادته الى جهة مجهولة من دون إبراز مذكرة قانونية تبرر أسباب هذا الاعتقال أو الجهة المسؤولة عنه»، من دون أن يذكر البيان المدينة التي أوقف فيها، لكنه أشار الى أن عبد العظيم «أحد أهم الوجوه السياسية المعارضة على الساحة السورية الداخلية»، وهو الأمين العام للاتحاد الاشتراكي العربي الذي تأسس بقيادة جمال الأتاسي عام 1964، كما أنه الناطق باسم التجمع الوطني الديموقراطي الذي تأسس عام 1979 ويضم ستة أحزاب سياسية يسارية. ووقع البيان المرصد السوري لحقوق الإنسان، والمركز السوري للدفاع عن معتقلي الرأي والضمير، ومركز دمشق للدراسات النظرية والحقوق المدنية، والمنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سورية، والرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان، والمنظمة العربية لحقوق الإنسان في سورية. وقال المركز السوري للدفاع عن معتقلي الرأي والضمير إن ضباط أمن اعتقلوا أيضاً عمر قشاش (85 سنة) في حلب، إضافة الى اعتقال 11 امرأة سرن في تظاهرة صامتة في منطقة الصالحية في دمشق أول من أمس. في غضون ذلك، شُيعت أول من أمس جثامين ستة من عناصر الجيش وقوى الأمن، في وقت أعلن مصدر عسكري أن وحدات الجيش تابعت ملاحقة «المجموعات الإرهابية المسلحة» في درعا، ما أدى الى مقتل ستة من أفرادها واعتقال 149 منهم. ونقلت «الوكالة السورية للأنباء» (سانا) عن مصدر عسكري قوله ليل السبت - الأحد أن بعض وحدات الجيش وقوى الأمن «يتابع ملاحقة المجموعات الإرهابية المسلحة التي روعت المواطنين الآمنين في درعا واعتدت على المنشآت والممتلكات العامة والخاصة، وأسفرت العملية عن مقتل ستة أفراد من عناصر المجموعات الإرهابية واعتقال 149 عنصراً من المطلوبين الفارين من العدالة، إضافة إلى الاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر المتنوعة». وزاد إن «المواجهة أدت إلى استشهاد أحد المجندين وجرح سبعة آخرين من عناصر الجيش والقوى الأمنية».