أعلن وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر أن دمشق «منفتحة» على إمكان إجلاء عناصر من «هيئة تحرير الشام» من منطقة الغوطة الشرقية ل «تجنّب إراقة الدماء»، محذراً في الوقت ذاته من أن القوات النظامية «قد تحاربها إذا ما اضطرت لذلك». وقال علي في تصريحات صحافية أمس، إن الجماعة لم تحسم بعد قرارها بشأن مغادرة المنطقة، مضيفاً أن الوضع معقد بسبب مشاركة مجموعات مختلفة في القتال. ورجّح رئيس اللجنة المركزية للمصالحات الوطنية في ريف دمشق الشيخ يوسف سماع «أخبار سارة قريباً». في غضون ذلك، اتّهم «جيش الإسلام» المعارض «هيئة تحرير الشام» بعرقلة خروجها من غوطة دمشقالشرقية إلى محافظة إدلب شمال سورية، إثر نشرها صورة لعدد من القتلى قالت إن «جيش الإسلام» قام بتصفيتهم بعد أسرهم. ونفى «جيش الإسلام» في بيان أمس، إعدامه أي عناصر من «تحرير الشام»، وأشار إلى أن الصور المنتشرة تعود إلى مقاتلين في صفوفها سقطوا خلال هجوم على «الجيش» قبل شهرين. واتّهم البيان «تحرير الشام» ب «ممارسة الكذب والتدليس على منسوبيها والرأي العام»، موضحاً أن «الصورة المتداولة قديمة والتقطها الدفاع المدني للجثث». وأضاف أن «الهدف من وراء ذلك إذكاء حقد أتباعهم وإيهامهم بأن زملاءهم ما زالوا أسرى لدى الجيش لدفعهم إلى محرقة البغي مرة أخرى، واستخدامهم في تنفيذ الهجمات الانتقامية الغادرة». واعتبر أن «خلق الأكاذيب» سيستمر لعرقلة خروجهم من الغوطة «صاغرين»، محذراً من أعمال انتقامية من «المجرمين ضد الأبرياء». وكان من المقرر أن يبدأ خروج مقاتلي «تحرير الشام» من الغوطة قبل يومين، تنفيذاً لاتفاق أبرمه «فيلق الرحمن» مع روسيا في آب (أغسطس الماضي)، إلا أن «خلافات داخلية» عرقلت عملية الخروج. وأفادت مواقع محسوبة على المعارضة السورية بأن «تحرير الشام» اتفقت مع القوات النظامية السورية، على إجلاء حوالى 200 مقاتل إلى إدلب، من دون تحديد موعد انطلاق القافلة. وأشارت مصادر داخل «هيئة تحرير الشام» إلى أن «نصف مقاتليها يرفضون فكرة الخروج من الغوطة الشرقية، إثر رسائل عدة وجهها أحد قيادييها، طالب من خلالها المقاتلين بالبقاء داخل الغوطة الشرقية والدفاع عن ثغورها». ميدانياً، واصلت القوات النظامية هجماتها على الغوطة الشرقية المحاصرة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس بأن قذائف استهدفت مناطق في حي جوبر، إضافة إلى منطقة في بلدة كفربطنا. وتزامن ذلك مع قصف مكثّف على مناطق في بلدة عين ترما، ما أدّى إلى إصابة 3 أشخاص على الأقل بجروح. وفي جنوب غربي دمشق، ثبتت القوات النظامية والجماعات المتحالفة معها سيطرتها على منطقة الظهر الأسود وتلة الزيات في الغوطة الغربية، عقب استهداف المنطقة بقصف جوي ومدفعي مكثف. وأفادت مواقع محسوبة على المعارضة السورية بأن طائرات حربية سورية وأخرى روسية شنّت عشرات الغارات الجوية على المنطقة.