واشنطن، بروكسيل، نيويورك - أ ف ب - اكدت ادارة الرئيس باراك اوباما انها ستضطر الى اعادة النظر في سياستها لمساعدة السلطة الفلسطينية اذا شكلت حكومة منبثقة من المصالحة بين حركتي «فتح» و «حماس». وقال مدير التخطيط السياسي في وزارة الخارجية الاميركية جاكوب ساليفان: «سنبقي على برنامج مساعدتنا طالما بقي الرئيس (محمود) عباس في السلطة». وأضاف ان «دعمنا الحالي للسلطة يتعلق الى حد كبير بمساهمتنا في بناء المؤسسات الفلسطينية الضرورية لدولة مقبلة». وتابع: «اذا شكلت حكومة جديدة، سيكون علينا تقويم مبادئها السياسية، ونقرر بعد ذلك الانعكاسات على مساعدتنا المحددة بالقانون الاميركي». وأوضح ان «على الحكومة الفلسطينية الجديدة اياً تكن، احترام مبادئ اللجنة الرباعية» الخاصة بالاعتراف باسرائيل والاتفاقات الموقعة معها ونبذ العنف. وكرر: «ندعم المصالحة بقدر ما تدفع بقضية السلام قدماً»، مضيفاً: «في شأن هذا الاتفاق تحديداً، سنواصل دراسة ميزاته وطريقة تطبيقه». وحذر كاي غرانجر الذي يشغل مقعد الجمهوريين في اللجنة الفرعية المشرفة على مراقبة المساعدة الخارجية من ان الولاياتالمتحدة «ستعيد النظر» في مساعدتها للفلسطينيين لمنع الاتفاق، وقال: «اذا اصبح اتفاق لتقاسم السلطة واقعاً في الاراضي الفلسطينية، فإن الولاياتالمتحدة ستضطر لاعادة النظر في مساعدتنا للسلطة الفلسطينية». وفي بروكسيل، اعتبر ديبلوماسي اوروبي رفيع اول من امس ان اتفاق المصالحة لا يمكن ان يدعمه الاتحاد الاوروبي الا اذا اعترف بدولة اسرائيل وكان منسجماً مع البيانات المتكررة للجنة الرباعية. وقال بيار فيمون الذراع اليمنى لوزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون: «طبعاً، لا يمكن ان يحظى (الاتفاق) بدعمنا الا اذا اخذ في الاعتبار ما يشكل بالنسبة الينا جميعاً البيئة الضرورية»، اي «الاعتراف بإسرائيل والعناصر التي كررتها اللجنة الرباعية للشرق الاوسط». واعتبر خلال مؤتمر في بروكسيل ان الرئيس الفلسطيني قال «اموراً جيدة على غرار انه الشخص المسؤول عن عملية السلام». وكانت اشتون اعلنت الخميس انها «اخذت علماً باهتمام كبير بقرار تشكيل حكومة انتقالية فلسطينية». وأوضح فيمون ان «السلطات المصرية الجديدة اعطت طبعاً دفعاً جديداً» للتقارب بين «حماس» و «فتح». ولاحظ ان «جزءاً من قيادة حماس موجود في دمشق ولا يمكنه تجاهل ما يحصل، ولديه انطباع ربما ان احدى الجهات الكبرى الداعمه له، اي سورية حتى اليوم، تواجه حالياً ربما وضعاً صعباً». وفي نيويورك، رحب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اول من امس ترحيباً حذراً باتفاق المصالحة، لكنه اكد ان هذا الاتفاق يجب الا يؤدي الى تقويض عملية السلام مع اسرائيل. وقال الناطق باسمه مارتن نيسيركي في بيان ان «الامين العام يرحب بالجهود التي بذلت في سبيل تعزيز المصالحة الفلسطينية وبالمساهمة المصرية المهمة في هذا الشأن... ويأمل في ان تجري المصالحة الآن بطريقة تعزز هدف السلام والامن واللاعنف». وأشار الى ان بان يرغب في ان تقود «فتح» الاكثر اعتدالاً اي حكومة للوحدة الوطنية، وقال: «اكدت الاممالمتحدة طويلاً على الحاجة الى التقدم نحو الوحدة الفلسطينية في اطار السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة الرئيس عباس والتزامات منظمة التحرير الفلسطينية»، مضيفاً: «ستدرس الاممالمتحدة الاتفاق بعناية بمجرد توافر التفاصيل».