قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطاب ألقاه في بداية الاحتفال باتفاق المصالحة بين فتح وحماس، اليوم الأربعاء: إن الفلسطينيين سيطوون "إلى الأبد صفحة الانقسام السوداء" التي قال إنها ألحقت "أبلغ الضرر" بالشعب الفلسطيني. وأضاف عباس: "إن على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاختيار بين الاستمرار في الاستيطان أو السلام". وبدأ احتفال بالمصالحة بين فتح وحماس في مقر المخابرات العامة في القاهرة بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، بعد خلافات حول الترتيبات البروتوكولية، أدت إلى تأخر الاحتفال قرابة ساعة وربع عن موعده الأصلي، بحسب صحفي من وكالة فرانس برس. وجلس عباس على المنصة في قاعة الاحتفال إلى جوار وزير الخارجية المصري نبيل العربي ورئيس المخابرات المصرية مراد موافي، بينما جلس مشعل في الصف الأول للقاعة إلى جوار الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، وفق المصدر نفسه. وأفادت مصادر فلسطينية أن خلافات وقعت في اللحظة الأخيرة بسبب رفض فتح جلوس مشعل على المنصة إلى جوار عباس، باعتبار أن رئيس المكتب السياسي لحماس لا يشغل أي منصب رسمي. ويأتي توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية بين قادة حركتي فتح وحماس رسمياً، في محاولة لإنهاء خلاف بدأ بينهما منذ أكثر من أربع سنوات، بعدما رفضت فتح الاعتراف بفوز حماس في انتخابات عام 2006. وتتضمن وثيقة المصالحة تشكيل حكومة انتقالية تضم شخصيات مستقلة، وتشكيل لجنة انتخابية، بالإضافة إلى إطلاق سراح السجناء من كلا الحركتين. وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وصل مساء أمس الثلاثاء إلى القاهرة لحضور حفل التوقيع بمشاركة مدير المكتب السياسي لحماس خالد مشعل. وسيجري العمل بموجب الاتفاق على تشكيل حكومة مؤقتة، تشرف على الإعداد لانتخابات جديدة. وكان قد تم التوقيع أمس الثلاثاء في أحد فنادق القاهرة على الصيغة النهائية التي أقرها 13 فصيلاً فلسطينياً، إضافة إلى شخصيات أخرى مستقلة ووكيل جهاز المخابرات المصرية.
وذكرت مصادر أن حضور تلك الفصائل هو بمثابة مباركة للاتفاق الذي من شأنه أن ينهي سنوات من العداء المستحكم بين الحركتين، ووصل إلى إراقة الدماء في بعض مراحله. وقال بلال قاسم أمين سر المكتب السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية: إن التوقيع قد تم من جانب كافة الفصائل الحاضرة في الاجتماع، كما عبر كل وفد عن ملاحظاته على نقاط وثيقة المصالحة، ولكن تم الاتفاق على دراسة تلك الملاحظات والأخذ بها عند تطبيق الاتفاق. وقالت المصادر: إن اجتماع التوقيع رأسه خالد مشعل عن حركة حماس وعزام الأحمد عن حركة فتح، ولم يشهد مناقشة أي تفاصيل. وقال عزت الرشق عضو المكتب السياسي في حركة حماس: إنه "تم التوقيع على ورقة المصالحة الفلسطينية وورقة التفاهمات وتم مناقشتها وإبداء الملاحظات عليها من الفصائل والمستقلين". والتقى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في مكتبه بالقاهرة خالد مشعل والوفد المرافق له عشية الاحتفال الرسمي بتوقيع اتفاق المصالحة. وأكد كل من موسى ومشعل في مؤتمر صحفي مشترك أهمية الدعم العربي للاتفاق، واعتبراه انطلاقة جديدة نحو وحدة الصف الفلسطيني والعربي. وأعلنت القاهرة أنها وجهت الدعوة لحضور الاحتفال إلى وزراء الخارجية بالدول العربية والصين وروسيا وتركيا وعدد من الدول الأوروبية، والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو، والممثلة الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاترين آشتون. إلى ذلك قال النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي أحمد الطيبي لوكالة فرانس برس الأربعاء: إنه يشارك مع اثنين آخرين من أعضاء الكنيست هما محمد بركة وطلب الصانع في الاحتفال بالمصالحة بين فتح وحماس. وتأتي مشاركة النواب العرب الثلاثة في الاحتفال بالمصالحة بين فتح وحماس فيما دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الثلاثاء، عباس إلى التخلي عن اتفاق المصالحة مع حركة حماس و"اختيار السلام مع إسرائيل". هذا وأعلن الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن بان كي مون أرسل مبعوثاً إلى القاهرة لحضور الاحتفال، الأربعاء، بالمصالحة الفلسطينية. وأوضح الناطق أن بان كي مون يدعو "بقوة" كل الأطراف إلى الالتزام بمبادئ اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط، بدون أن يشير إلى رفض حماس الاعتراف بإسرائيل. وقال الناطق مارتن نيسيركي: إن المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سيري، سيحضر الاحتفال في القاهرة. وأضاف أن الأمين العام "دعم دائماً الجهود من أجل الوحدة وعمل مصر والرئيس (الفلسطيني محمود) عباس في هذا الشأن".