أعلن مسؤول في السلطة الفلسطينية أمس أنها أطلقت حركة دبلوماسية حثيثة مع الأطراف الدولية لإقناعها بأهمية اتفاق المصالحة الفلسطينية مع حركة حماس الذي تم التوصل اليه برعاية مصرية في القاهرة الاسبوع الماضي، فيما أكد إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس في قطاع غزة استعداد حكومته للاستقالة، كما نفت الحركة تقارير إعلامية بإن قيادتها في المنفى لاتعتزم نقل مقرها من سورية والانتقال إلى قطر. وفي واشنطن اكدت ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما انها ستضطر الى اعادة النظر في سياستها لمساعدة السلطة الفلسطينية اذا شكلت حكومة منبثقة من المصالحة بين حركتي فتح وحماس التي تعتبرها الولاياتالمتحدة منظمة ارهابية. وأتت الحملة الديبلوماسية للسلطة الفلسطينية ردا على الهجمة التي شنتها إسرائيل على القيادة الفلسطينية اعتراضا على اتفاق المصالحة مع حركة حماس وقال صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ، في تصريحات إذاعية، إن السلطة تجرى اتصالات مكثفة "مع كل دول العالم خاصة الإدارة الأمريكية والدول الأوروبية لطلب دعم خطوة المصالحة الفلسطينية"، وأشار عريقات إلى أن الدول المذكورة أكدت للقيادة الفلسطينية أن المهم هو برنامج الحكومة المقبل. وشنت إسرائيل أمس هجوما سياسيا ضخما على اتفاق المصالحة مع حماس وطالبت المجتمع الدولي، وتحديدا الولاياتالمتحدة وأوروبا، بمقاطعة الحكومة الجديدة ما لم تستجب لشروط اللجنة الرباعية الدولية، غير أن عريقات شدد على أن الهجوم الإسرائيلي "إنما هو ذريعة لعدم المضي قدما في عملية السلام" ، وقال "عندما كنا نطلب من نتنياهو المفاوضات على أسس واضحة كان يخاطب العالم قائلا مع من أصنع السلام، مع الضفة الغربية أم مع غزة ، مستخدما ذلك ذريعة لعدم المضي قدما في السلام". وفي غزة أكد إسماعيل هنية استعداد حكومته لتقديم استحقاق اتفاق المصالحة الفلسطينية مع حركة فتح في إشارة إلى تقديم استقالتها، وقال هنية ، في بيان صحفي ، إن "الحكومة مستعدة لتقديم الاستحقاق المترتب على اتفاق المصالحة خاصة وأنها ذللت العقبات وشجعت وفتحت الباب واسعا أمام هذه اللحظة الوطنية وعلى أكثر من صعيد"، وأشار هنية إلى أنه اجتمع مع وفد حركة حماس الذي شارك في حوار القاهرة واستمع منه إلى شرح واف بشأن الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع حركة فتح برعاية "الأشقاء" في مصر. وذكر أنه: "اتضح انه قد تم التوصل إلى تفاهمات محددة بشأن القضايا والملفات العالقة، الأمر الذي فتح الباب أمام التوقيع على الاتفاق"، مثمنا عاليا الجهد المصري "الذي شكل في هذه المرحلة رافعة أساسية لإحداث الاختراق المنشود، والذي جاء تتويجا للجهود الفلسطينية والعربية التي بذلت على هذا الصعيد"، ودعا هنية إلى تكاتف الجهود ضد العراقيل "التي يضعها الأعداء أمام اتفاق المصالحة لمواجهتها وقطع الطريق على محاولات النيل من عزيمة وإرادة التصالح والوئام الوطني" وفي ذات السياق نفى مسؤول بارز في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إن القيادة في المنفى لاتعتزم نقل مقرها من سورية والانتقال إلى قطر ، وذلك ردا على تقارير إعلامية، وقال الدكتور أحمد يوسف ، المستشار السياسي لرئيس وزراء الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية، إن مكتب الحركة لا يزال يمارس مهام عمله وتدعمه الحكومة في دمشق. وفي ردود الفعل الدولية اكدت ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما أمس أنها ستضطر الى اعادة النظر في سياستها لمساعدة السلطة الفلسطينية اذا شكلت حكومة منبثقة من المصالحة بين حركتي فتح وحماس التي تعتبرها الولاياتالمتحدة منظمة ارهابية. وقال مدير التخطيط السياسي في وزارة الخارجية الاميركية جاكوب ساليفان "سنبقي على برنامج مساعدتنا طالما بقي الرئيس عباس في السلطة"، واضاف ان "دعمنا الحالي للسلطة الفلسطينية يتعلق الى حد كبير بمساهمتنا في بناء المؤسسات الفلسطينية الضرورية لدولة مقبلة"، وتابع ساليفان "اذا شكلت حكومة جديدة سيكون علينا تقييم مبادئها السياسية ونقرر بعد ذلك الانعكاسات على مساعدتنا المحددة بالقانون الاميركي". واوضح المسؤول الاميركي نفسه "ندعم المصالحة الفلسطينية انطلاقا من اللحظة التي تشجع فيها على السلام"، مؤكدا ان "على الحكومة الفلسطينية الجديدة ايا تكن، احترام مبادىء اللجنة الرباعية". وتقضي مبادىء هذه اللجنة التي تضم الولاياتالمتحدة والامم المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي بنبذ العنف وقبول الاتفاقات السابقة والاعتراف بحق اسرائيل في الوجود. وكرر ساليفان "ندعم المصالحة الفلسطينية بقدر ما تدفع بقضية السلام قدما". واضاف "بشأن هذا الاتفاق تحديدا، سنواصل دراسة ميزاته وطريقة تطبيقه".