قلّل وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس من أهمية «تهديد» على بلاده يشكّله صاروخ كوري شمالي عابر للقارات، فيما أفادت معلومات بأن اليابان تعتزم تخصيص 46 بليون دولار لتعزيز دفاعاتها المضادة للصواريخ. وكانت بيونغيانغ أعلنت الشهر الماضي أنها اختبرت بنجاح صاروخاً باليستياً عابراً للقارات يطاول الولاياتالمتحدة. واعتبر ماتيس أن الصاروخ «لم يثبت أنه قادر على تهديدنا الآن»، وزاد: «لا نزال نجري تحليلات» في شأنه. لكن الوزير الأميركي كان أقرّ بعد إطلاق الصاروخ بأنه بلغ ارتفاعاً أعلى من أي صاروخ سابق لكوريا الشمالية، وأنه يأتي في إطار جهود بحوث وتطوير ل «مواصلة صنع صواريخ باليستية يمكن أن تهدد أي مكان في العالم». وكان وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أكد أن بلاده «لا تسعى ولا تريد حرباً مع كوريا الشمالية». وحذر من أن «الولاياتالمتحدة ستلجأ إلى كل الإجراءات الضرورية للدفاع عن نفسها إزاء أي عدوان كوري شمالي»، مشدداً على أنها لن تقبل «شروطاً» لإجراء محادثات ديبلوماسية مع بيونغيانغ. وأعرب عن رغبة واشنطن في إبقاء خطوط اتصال «مفتوحة» لتسوية الأزمة مع الدولة الستالينية، واستدرك أمام مجلس الأمن: «يجب أن توقف كوريا الشمالية في شكل دائم سلوك تهديد قبل بدء محادثات محتملة». وفي حدث نادر، حضر المندوب الكوري الشمالي جا سونغ نام الاجتماع، واستمع إلى جزء من خطاب تيلرسون بعينين مغمضتين. وهاجم اليابانوالولاياتالمتحدة، معتبراً أن الاجتماع «إجراء يائس من الولاياتالمتحدة المرعوبة من قوتنا الهائلة لجمهوريتنا التي حققت بنجاح الهدف التاريخي العظيم المتمثل في استكمال القوة النووية للدولة». وأضاف أن امتلاك بلاده سلاحاً نووياً هدفه «الردع»، وتابع: «كوريا الشمالية قوة نووية مسؤولة تحترم واجباتها في منع انتشار» الأسلحة الذرية. وعلّق الوزير الأميركي بأن بلاده «لن تقبل أبداً امتلاك كوريا الشمالية سلاحاً نووياً». وكانت الإدارة الأميركية أكدت أن لا تغيير في سياستها تجاه كوريا الشمالية، بعدما عرض تيلرسون الثلثاء الماضي حواراً «من دون شروط» بين الجانبين. وسُئل الرئيس الأميركي دونالد ترامب هل يدعم حواراً بلا شروط مع بيونغيانغ، فأجاب: «سنرى ما يحدث مع كوريا الشمالية». وتطرّق إلى محادثته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، قائلاً: «إذا كانت الصين تساعد، فإن روسيا لا تساعد (في ملف كوريا الشمالية). نرغب في أن تساعد روسيا (في الأمر)، هذا مهم جداً». أما المندوب الروسي لدى الأممالمتحدة فاسيلي نابينزا فأعلن أن بلاده «متمسكة بتطبيق» العقوبات المفروضة على بيونغيانغ، مستدركاً: «الديبلوماسية ليست فقط عقوبات، والعقوبات ليست من الديبلوماسية». ولاحظ مساعد المندوب الصيني وو هايتو أن بلاده «تدفع ثمناً أكبر من الآخرين»، في إشارة إلى تأثير العقوبات على بكين، وهي أبرز شريك اقتصادي لبيونغيانغ. إلى ذلك، أوردت صحيفة «نيكاي» أن اليابان تنوي تخصيص مبلغ قياسي يبلغ 46 بليون دولار في الموازنة المقبلة، لتعزيز دفاعاتها المضادة للصواريخ في مواجهة تهديد كوريا الشمالية. وأضافت أن جزءاً كبيراً من هذه الزيادة مخصص لتعزيز حماية اليابان من البرنامج الصاروخي الكوري الشمالي. وتابعت أن هذا التمويل مخصص لتغطية نفقات إقامة النظام البري لاعتراض الصواريخ «إيجيس أشور» الذي يملكه الجيش الأميركي. وستكون هذه السنة السادسة على التوالي التي تُرفع فيها نفقات الدفاع في اليابان، علماً أن دستورها السلمي يمنع استخدام القوة لتسوية النزاعات الدولية. في غضون ذلك، أعلن مسؤول في أجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية نقل الجندي الكوري الشمالي أوه تشونغ سونغ إلى مستشفى عسكري، بعدما أصيب بجروح خطرة برصاص رفاقه لدى فراره عبر الحدود مع الجنوب الشهر الماضي إثر انشقاقه. ونُقل أوه (24 سنة) إلى المستشفى العسكري من مركز للتعافي من الصدمات في مستشفى جامعي، خضع فيه لجراحتين. وقال المسؤول إن أجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية «سترتّب قريباً لعملية استجواب، وفقاً لحالة أوه».