أظهرت دراسة طبية حديثة أعدها اختصاصيون وجود نحو 14 ألف مريض في السعودية يحتاجون إلى رعاية طبية ممتدة، وبينت الدراسة أن ما نسبته 80 في المئة من هؤلاء المرضى أصيبوا نتيجة تعرضهم لحوادث مرورية. وأكدت الدراسات أن تلك الفئة من المرضى تشغل أسرَّة في عدد من المستشفيات الحكومية والخاصة التي قد يستفيد منها مريض آخر للتنويم لحاله الحرجة. وتحوّلت فكرة تقدم بها المركز الطبي الدولي لتقديم الرعاية الدائمة إلى واقع بعد أن قامت شركة «سكون» بتبني الفكرة وإنشاء مركز للرعاية الممتدة لحل التكدّس السريري في المستشفيات والذي انتهى العمل فيه، ويعتبر المركز الأول في المنطقة الغربية والأكبر على مستوى السعودية. «الحياة» التقت المدير العام لمركز الرعاية الممتدة الدكتور عماد الدين شلبي للحديث عن الهدف من إقامة المركز والخدمات التي يقدمها للمرضى النزلاء فيه. متى بدأ العمل في المركز الدولي للرعاية الممتدة وما الهدف من إقامته؟ - بدأت فكرة إنشاء المركز في عام 2009 بعد أن تقدم طبيب بفكرة إنشاء مركز متخصص للرعاية الممتدة بعد تزايد عدد المرضى نتيجة الإصابات، الذين يحجزون غرف تنويم في المستشفيات هناك مرضى آخرون في حاجة لها، والهدف من إقامة المركز هو تقديم رعاية طبية وتمريضية لمرضى يحتاجون إلى مساعدة على مدار الساعة، خصوصاً أنهم يحتاجون للتنويم لفترات طويلة قد تمتد لسنوات نتيجة خلل في وظائف الجسم وعدم قدرته على القيام بأداء مهماته الطبيعية، وكذلك عدم قدرة الأسرة على تقديم الرعاية التي يحتاج لها داخل المنزل. لماذا اخترتم محافظة جدة لإنشاء هذا المركز فيها؟ - المنطقة الغربية وحدها يوجد بها نحو 4 آلاف شخص يحتاج للرعاية الممتدة، غالبية هذه الحالات أصيبت بخلل في وظائف الجسم مثل الشلل الرباعي وغيره نتيجة حوادث مرورية، وهذا العدد يشكل نسبة كبيرة من إجمالي عدد الحالات في السعودية البالغة نحو 14 ألفاً، وهو يقدم خدماته للمنطقة الغربية وليس لمحافظة جدة فقط، وهناك خطط مستقبلية لإقامة مراكز مماثلة في عدد من المناطق الجنوبية والشمالية حتى توفّر خدمات للمحتاجين لها في مناطقهم. كم تبلغ الطاقة الاستيعابية للمركز وماذا سيقدم من حلول للمستشفيات؟ - المركز سيقدم حلولاً للتكدس السريري، إضافة إلى أنه سيخفض كلفة المريض سواء على وزارة الصحة أم المستشفيات الخاصة، وقد طوّر المركز الدولي للرعاية الممتدة ليصل إلى طاقة استيعابية تبلغ 250 سريراً. ما هي التجهيزات التي تتوافر في المركز وهل روعيت فيها حاجات هذه الفئة من المرضى من الناحية الطبية والنفسية؟ - يوجد في المركز 15 سرير مراقبة مركزة و15 وحدة غسيل كلى وأكبر مركز يحتوي وحدات تنفس اصطناعي يبلغ عددها 60 وحدة وأجهزة طعام وأجهزة الأشعة المتنقلة، وروعي في تصميم المركز وغرف المرضى من النواحي العمرانية توفير الهدوء والطمأنينة ومراعاة المعايير الطبية الدولية التي حددت حاجة المريض إلى 11 متراً مربعاً، وتحتوي كل غرفة على سريرين، إضافة إلى غرف بسرير واحد لبعض الحالات التي تحتاج إلى ذلك، وجهزت الأسرَّة بمراتب هوائية خاصة للتقليل من تقرحات السرير التي يصاب بها عادة مرضى الشلل الرباعي، إضافة إلى أن المركز وضع في حساباته الحال النفسية للمريض، مثل الخصوصية وطلاء الغرفة ونوع الفرش والإضاءة غير المباشرة ووصول الضوء الطبيعي لكل الغرف المجهزة بشرفات مطلة على حدائق التي تبعد المريض عن أجواء المستشفى، وتمّ تصنيع المفروشات الطبية من خلال شركة إيطالية متخصصة. كيف يتم التعامل مع المرضى المنوّمين في حال وجود عارض صحي يستوجب تدخلاً طبياً طارئاً؟ - المركز يتم تشغيله من المركز الطبي الدولي الذي لا يبعد أكثر من 500 متر وتتوافر فيه أحدث أجهزة المناظير الصوتية وأجهزة المختبر والصيدلية، وهناك ربط من خلال شبكة متطوّرة بين المركز والمركز الطبي الدولي، ويتم عرض الأشعة والتحاليل على الطبيب من خلال الشبكة، الذي بدوره يقوم بإعطاء التوجيه إما بإعطاء وصرف علاج من الصيدلية أو نقل المريض للمركز الطبي الدولي، وهذا لا يستغرق سوى دقائق. هل يستقبل المركز الحالات الفردية أم أن خدماته تقدم فقط للمستشفيات والمراكز الطبية؟ - المركز سيقدم خدماته للمستشفيات الحكومية التابعة لوزارة الصحة والمستشفيات العسكرية والمستشفيات والمراكز الطبية الخاصة والشركات والمؤسسات الراغبة في تحويل مرضاها ممن يحتاجون لرعاية دائمة، وهناك مفاوضات حالياً بين الطرفين من مستشفى الملك فيصل التخصصي ومستشفى الملك خالد للحرس الوطني وشركة أرامكو وهذه الطلبات تدرس من أطباء من الطرفين، إذ ترغب بعض هذه الجهات في الحصول على مبنى كامل لمرضاها وتبلغ سعة المبنى 52 سريراً، وتوجد في المركز 7 مبانٍ. كم يبلغ عدد الطاقم التمريضي للمركز وهل هناك مرافق خدمات أخرى؟ - الطاقم التمريضي عند التشغيل الكلي للمركز يصل إلى 370 بين مسؤول تمريض وممرض متخصص ومساعد تمريض، وتقدم كل ممرضة مع مساعدتي تمريض الخدمة لعدد 4 مرضى وذلك وفق التحديد الدولي، وهناك كادر طبي في المركز يدار من مديرة طبية حاصلة على البورد الأميركي في الرعاية. أما المرافق الخدماتية فهناك إدارة النظافة، وتم التعاقد مع شركة متخصصة من منظور طبي، وإدارة الطعام وتتولاها شركة دولية متخصصة ومؤسسة محلية لخدمات الغسيل مع مراعاة المعايير الطبية. كم بلغت تكاليف إنشاء مركز الرعاية الطبية الممتدة؟ - بلغت الكلفة لتجهيز المركز نحو 60 مليون ريال، وهذه الكلفة لا تشمل مراكز غسيل الكلى وأجهزة المراقبة المركزة على مدار الساعة. كيف يتم تواصل الأسر ومتابعة مرضاهم في المركز؟ - من أهم أهداف المركز تشجيع الأسر وأولياء الأمور على زيارة مرضاهم، وتم تجهيز قاعة زوار في كل مبنى لالتقاء أسر المرضى وتبادل الخبرات والأفكار بينها، وكذلك يوجد سرير مرافق بجوار كل مريض في حال رغبة الأسرة أو الحاجة لوجود مرافق، وهناك كاميرات مزوّدة بها الغرف موصلة من خلال شبكة الإنترنت تمكّن الأسر من مشاهدة مريضها من المنزل على مدار الساعة سواء من خلال الكومبيوتر أم جهاز الجوال. هل ترى أن القطاع الطبي الخاص له دور فاعل في خدمة المجتمع؟ - إنشاء مركز الرعاية الممتدة يهتم بفئة تحتاج إلى رعاية خاصة وكوادر خاصة، ومن منطلق الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية وخدمة المجتمع انطلقت فكرة إقامة هذا المشروع لترى النور، واضعة في اعتبارها تقديم رعاية وخدمة مميزة للمريض وتعطي أسرته الاطمئنان على مريضها، خصوصاً أنها تشاهد وتتابع حالته على مدار الساعة متى ما أرادت، وكذلك تأثيرها النفسي في المريض الذي روعيت في تصميم غرفته كل الجوانب التي تؤثر إيجاباً في الوضع النفسي له وتسرّع في تحسّن حاله الصحية. باربود: لا بد من إيجاد تسعيرة موحّدة ل «بوليصات» التأمين الصحي مختصون ل «الحياة»: ترسيخ ثقافة التأمين الطبي تفرضها الحاجة له «المستثمرون»: نسبة الوزارة واقعية... والمستقبل سيؤكد لكم أننا الأفضل مواطنون ل«الحياة»: التأمين الصحي الخيار الأفضل في ظل مستشفيات حكومية «ضعيفة»