أطلقت الشؤون الصحية خلال الأشهر الماضية برنامج الرعاية الصحية المنزلية، إذ تم تسجيل 400 مريض ومريضة كان من الممكن إشغالهم 400 سرير في المستشفيات في «برنامج الرعاية الصحية المنزلية» من خلال تقديم الفرق الميدانية المتخصصة المكونة من استشاريين واختصاصيين وفريق تمريضي، الخدمات العلاجية للمرضى في منازلهم. وقال مدير الشؤون الصحية في الطائف الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله كركمان: «إن البرنامج يشمل المرضى بجميع فئاتهم العمرية من مواطنين ومقيمين وتتمثل خدمات البرنامج في الخدمات العلاجية والوقائية والتأهيلية من خلال المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية والمراكز الصحية المتخصصة. وأضاف: «نظراً إلى كون الحالات المرضية المزمنة والنفسية قد تشكل عبئاً على ذوي المرضى في إحضارهم إلى المنشآت الصحية، كما أن البعض قد تمنعه ظروفه عن الانتظام ومواصلة العلاج في المنشآت الصحية، وحيث إن الكثير من هؤلاء المرضى يمكن أن يعيش بين ذويه وأهله حياة طبيعية، إذا تم وضع برنامج علاجي شامل وتلقى الدعم اللازم من الأسرة والمجتمع، وكذلك لارتفاع نسبة بقاء بعض المرضى المزمنين في المستشفيات ممن لا يحتاجون سوى بعض الخدمات الطبية المحدودة التي قد تؤدي لحجز سرير من الممكن أن يستفيد منه مريض آخر أو حال طارئة على رغم التوسع في المشاريع الصحية، لذا كان لا بد من التوسع في تقديم الخدمات الطبية للمرضى ومواكبة حاجة ومتطلبات المرضى وتقديم الخدمة في أماكن وجودهم واستحداث برنامج الرعاية الصحية المنزلية. من جانبه، قال المشرف على إدارة الرعاية المنزلية في الطائف الدكتور خالد بن وصل الله الثمالي إن الرعاية المنزلية عبارة عن تقديم الرعاية الصحية في شكل زيارات منزلية لفئة خاصة من المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة قد تمتد لسنوات، وذلك لضمان عدم تعرضهم للانتكاسة، إما بسبب عدم الانتظام في العلاج أو الفحوصات الدورية المتصلة بالعلاج لغياب من يتابع تنفيذ الخطة العلاجية المحددة للمريض، أو عدم القدرة على إحضار المريض إلى المستشفى عند حدوث أي عوارض مرضية أو غير طبيعية، ففي هذه الحال يعمل فريق الرعاية المنزلية على متابعة الخطة العلاجية للمريض من خلال الزيارات الدورية مع الاهتمام بأي عوارض مرضية تظهر عليه أو يذكرها أهلها فيتم تسجيلها والإبلاغ لاتخاذ الإجراء المناسب فوراً، وتسهيلاً على هؤلاء المرضى وذويهم فقد نشأت فكرة تقديم الرعاية الصحية المنزلية من وزارة الصحة. وكشف وصول عدد المرضى المسجلين في هذا البرنامج في الطائف إلى 400 مريض ومريضة، تقدم لهم الخدمات عبر الفريق الاستشاري والكادر التمريضي في منازلهم. وحول البرنامج، أوضح الثمالي أن رؤية القائمين عليه في الطائف تقديم خدمة الرعاية المنزلية بمستوى متميز لجميع من هم في حاجتها في الطائف، والمحافظة على وضع التحسن والاستقرار الذي وصل إليه المريض من خلال العلاج الطبي بالتحكم في عوامل تعرضه للانتكاسة وتكرار الدخول للمستشفى، ومساعدة المريض بعد الوصول إلى التحسن والاستقرار على ممارسة مسؤولياته الاجتماعية والحياتية بشكل طبيعي، واستمرارية العمل على إعادة المريض لحياته الطبيعية من خلال برامج التأهيل الاجتماعي، وضمان استمرارية المريض لتناول العلاج، وتجنب وتقليل الآثار الجانبية للعلاجات، والعمل على التقليل من حاجة المريض في الاعتماد على الآخرين. وتابع: رؤيتنا تستهدف كذلك الحد من تزايد حاجات المريض للتنويم أو مراجعة الطوارئ، وإعادة تأهيل ما تأثر لديه نتيجة المرض من تدهور وظائف معرفية وتنفيذية ومهارات ذاتيه واجتماعية ونفسية لتحسين قدرة المريض على العودة لممارسة الحياة بشكل طبيعي بقدر الإمكان، وتوفير الجهد للمرضى في أخذ عينات الدم في منازلهم وتحليلها في المستشفى وإطلاعهم على نتائج التحليل هاتفياً. كما تستهدف، دعم مشاركة الأسرة في تحمل عبء المريض، وتدريب أهله على بعض المهمات التمريضية البسيطة التي يحتاجها المرضى في منازلهم، والتثقيف الأسري، وتعزيز ثقة الأسرة بالمريض، والتقليل من حاجته للتنويم في المستشفى، والتقليل من الاضطرار للهلال الأحمر.