تزايدت التحديات التي تواجه القوات العراقية في تطهير صحراء الأنبار، بعد أسبوعين على الحملة التي أطلقتها الحكومة في المحافظة، وتحول المساحة الشاسعة للصحراء ونقص المعلومات دون أكمال المهمة. وأعلنت قوات الأمن الأسبوع الماضي تطهير اجزاء واسعة من الجزيرة وأعالي الفرات واستعادة السيطرة على عشرات القرى، إلا انها غير قادرة على مسك الأرض، ما يبقي تهديد تنظيم «داعش» قائماً. وقال شعلان النمراوي، وهو أحد شيوخ عشائر الأنبار ل «الحياة» ان «قوات الأمن حققت تقدماً كبيراً شمال الصحراء عند أعالي نهر الفرات، ووصلت الى مناطق في العمق لم تصلها من قبل». وأضاف ان «المشكلة تكمن في تأمين القرى، بسبب الحاجة الى اعداد كبيرة من الجنود»، وأوضح ان «أرتال الجيش دخلت عشرات القرى بحثاً عن مسلحي داعش ثم غادرتها، ما يعني ان التنظيم قد يعود اليها في اي وقت». وتابع ان «مشكلة الصحراء معقدة والقوات في حاجة الى غطاء جوي، ومعلومات استخباراتية عن المعسكرات السرية التي بناها التنظيم قبل سنوات ويخفي فيها ترسانته»، لافتاً إلى ان «القوات الأميركية خلال احتلالها العراق كانت تستعين بثلاثة اسراب من طائرات أباتشي وأخرى مخصصة للمراقبة، ومن المستحيل تأمينها عبر الجنود فقط». وزاد ان «المعضلة الأخرى تكمن في جنوب الصحراء في محيط الرطبة حيث الوديان التي يسهل الاختفاء فيها وتشكّل تحدياً كبيراً أمام القوات البرية للوصول اليها»، وشدد على ان «السيطرة على الصحراء يمثل اولوية لأنها مفتوحة على الأنبار ونينوى وصلاح الدين شمالاً، والنجف وكربلاء جنوباً». الى ذلك، قال الناطق باسم العمليات المشتركة العميد يحيى رسول أن المعلومات التي «تمكنا من جمعها تشير إلى أن زعيم داعش ابو بكر البغدادي ما زال حياً ويختبئ قرب الحدود العراقية- السورية ويتحرك في المناطق الصحراوية، وما زال هناك بعض خلايا التنظيم منتشرة في هذه المناطق»، وزاد ان «البغدادي يتربص بمدينة القائم العراقية والبوكمال السورية، على ضفة نهر الفرات». في ديالى، اعلنت قيادة الشرطة تدمير مضافة ل «داعش»، وأوضحت في بيان امس ان «قوة مشتركة نفذت عملية في قاطع الندا، (55 كلم شرق بعقوبة)، شملت قرى خزرج وخلف الحسون ومحمود العلي وكريم الهيمص، وأسفرت عن تدمير مضافة لعصابات داعش الإرهابية». وأعلن مدير ناحية ابو صيدا، في ديالى، محمد التميمي ان «العشائر تتسلح وتقف على أهبة الاستعداد بعد ورود معلومات عن نية عصابات داعش القيام بعملية انغماسية في مركز الناحية». وأضاف أن «الهدف من هذا المخطط إيقاع أكبر عدد من الخسائر في صفوف القوات والمدنيين من أهالي المنطقة وزعزعة الوضع في المنطقة والمحافظة»، وطالب قوات الأمن والعمليات المشتركة ب «تكثيف الرصد الجوي وتنفيذ ضربات استباقية لتلافي وقوع ما لا تحمد عقباه وضمان عدم الرجوع إلى المربع الأول وعودة العنف الطائفي إلى القرى التي ما زالت حواضن للتنظيمات الإرهابية». في بغداد افاد مصدر في الشرطة بمقتل عنصر في الحشد العشائري وإصابة ستة في حادثين منفصلين، وأوضح ان «عبوة ناسفة انفجرت في منطقة المشاهدة مستهدفة عجلة بداخلها ثلاثة من عناصر الحشد ما أسفر عن قتل أحدهم وإصابة اثنين آخرين». وأشار الى ان «عبوة ناسفة ثانية انفجرت قرب الحي الصناعي في منطقة كسرة وعطش، شرق بغداد، ما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص».