تبنى «داعش» تفجير سيارتين مفخختين استهدفتا أول من أمس مواكب شيعية تحيي ذكرى عاشوراء، فيما استهدفت تفجيرات أخرى أمس مجالس عزاء، وأسفرت عن قتل وجرح العشرات. إلى ذلك، تعيش العشائر في الأنبار حالة إحباط لغياب أي رد حكومي أو دولي على إعدام «داعش» المئات من أبناء عشيرة البونمر، وسط استياء من تباطؤ تنفيذ وعود حكومية بتنفيذ عملية عسكرية في قضاء هيت، معقل العشيرة. وأعلنت محافظة ديالى البدء بحشد مئات من مقاتلي «الحشد الشعبي» والعشائر لدعم الجيش خلال تطهير ناحيتين تخضعان لسيطرة التنظيم. ووقع تفجيرا الأحد قرب نقطة تفتيش في منطقة السعدون، وسط بغداد، وخيمة عزاء حسينية في مدينة الصدر ذات الغالبية الشيعية، وأديا إلى قتل 18 شخصاً على الأقل، تزامناً مع اتخاذ القوات الأمنية إجراءات مشددة للحؤول دون تكرار التفجيرات الدامية التي استهدفت الشيعة خلال محرم وعاشوراء في الأعوام الماضية. وجاء في بيان يحمل توقيع «الدولة الإسلامية- ولاية بغداد»: «تمكن أبطال الإسلام من إدخال سيارتين مفخختين في التاسع من محرم 1436 في عمق محمياتهم (في إشارة إلى الشيعة) الأمنية، ثم تفجيرها بعناصر الحكومة وميليشياتها لتتناثر معها أشلاؤهم وأكاذيبهم». وأضاف: «تم تفجير السيارة الأولى في دورية للأجهزة القمعية وتجمع لعناصر الحشد الرافضي (في إشارة إلى المسلحين الشيعة الموالين للحكومة الذين يشكلون الحشد الشعبي) في منطقة السعدون، ثم تفجير السيارة الثانية في رتل للحشد الرافضي وتجمع كبير لجيش الدجال (في إشارة إلى الجيش العراقي) في مدينة الصدر». وأدى التفجير في السعدون إلى مقتل تسعة أشخاص وإصابة 24 على الأقل، بينما قتل تسعة أشخاص وأصيب 23 في تفجير مدينة الصدر، على ما أفاد عقيد في الشرطة. وكان تفجير ثالث بسيارة مفخخة استهدف الأحد أيضاً خيمة عزاء في منطقة الاعلام، وأدى إلى مقتل 13 شخصاً، إلا أن بيان «الدولة الإسلامية» لم يتطرق إلى هذا الهجوم. ودعا رئيس الوزراء حيدر العبادي القوات الأمنية إلى حماية زوار كربلاء خلال مراسم عاشوراء، بعد يوم على التفجيرات التي طاولت مواكب في مناطق شيعية في بغداد. وأضاف أن «حماية الزوار لا تقل أهمية عن مقارعة العدو والتصدي له في ساحات المواجهة»، وأكد أهمية «مواصلة بناء جيشنا والحشد الشعبي الأبطال، والتقدم والاندفاع البطولي لدحر عصابات داعش المجرمة وتحرير كل مدن العراق العزيز، لأن النصر على هذا التنظيم قريب». وأفاد مصدر في وزارة الداخلية أمس، بأن عبوة ناسفة انفجرت ظهر أمس قرب سوق شعبية في منطقة حي العامل جنوب غربي بغداد، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة سبعة آخرين. وأضاف أن عبوة ناسفة ثانية انفجرت امس مستهدفة موكباً للزوار الشيعة في ناحية النهروان ما أسفر عن مقتل شخصين. وأشار إلى أن عبوة استهدفت دورية مشتركة لعناصر الجيش و»الحشد الشعبي» في أبو غريب، أسفرت عن مقتل عنصر من الجيش وعنصرين من الحشد الشعبي. في غضون ذلك، قال شعلان النمراوي، أحد شيوخ البونمر في اتصال مع «الحياة» أمس، إن «عشائر الأنبار تشعر بالاستياء بسبب الصمت الحكومي والدولي إزاء المجزرة التي تعرضنا لها، وغياب أي موقف حكومي أو دولي حازم». وأضاف النمراوي الموجود حالياً في ناحية البغدادي، غرب الرمادي، أن «هذا الصمت ليس في صالح الأنبار، وهناك عشائر تقاتل تنظيم داعش بدأت تشعر بالقلق من إمكان تعرضها للمصير ذاته في ظل غياب أي إجراء عسكري لمنع ما حصل في قضاء هيت»، حيث تواجه عشائر البونمر في قضاء هيت والبوفهد والبوذياب والبوعلوان في الرمادي والجغايفة في قضاء حديثة والبوعيسى في ناحية عامرية الفلوجة، «داعش». ولفت النمراوي الى أن «عدداً من شيوخ العشائر بدأ مفاوضات مع التنظيم كي لا تتكرر مجزرة هيت»، وحذر من أن إبقاء العشائر في مواجهة «داعش» وحدها «سيفضي الى مجازر وسقوط المحافظة». وأشار إلى أن ناحية البغدادي استقبلت أمس نحو 500 عائلة من عشيرة البونمر هجرت من هيت، وأكد النازحون اعتقال العشرات من الشباب. إلى ذلك، أعلن رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت في بيان أمس، أن «عملية عسكرية واسعة ستنطلق خلال أيام لدك أوكار داعش وتحرير قضاء هيت وأخذ الثأر لضحايا عشيرة البونمر». وأضاف أن «الحكومة أرسلت تعزيزات عسكرية إلى القضاء، فيما العشائر هناك تؤكد عدم صحة تلك المعلومات»، وأشار إلى أن «كل عشائر الأنبار استجابت لنداء إغاثة البونمر وبدأت تطوع أبناءها للدفاع عن المحافظة». في الموصل، أعلنت «حركة الضباط الأحرار» التي تقول إنها مناهضة ل «داعش» قتل «مفتي تنظيم الدولة الإسلامية ومسؤول المحكمة الشرعية». وأوضح عضو الحركة عبد الكريم البياض في بيان، أن عملية ناجحة «تمكنت من قتل أسامة عبد الوهاب الطائي، وهو إمام جامع الرسول في حي القادسية، ومفتي عصابات داعش الإرهابية المسؤول عما يسمى المحكمة الشرعية في الموصل». واضاف أن «عدد أفراد الحركة بلغ 690 مقاتلاً»، وأشار إلى أن «هؤلاء أعلنوا رفضهم تحكم داعش في الموصل»، وزاد أن «مقاتلي الحركة يعانون قلة السلاح والذخيرة». من جهة أخرى، أعلن وزير الدفاع الكندي روب نيكلسون أمس، أن مقاتلات نفذت أول ضربة جوية منذ انضمامها الشهر الماضي الى حملة ضد مقاتلي «الدولة الإسلامية» في العراق. وأوضح في بيان أن «مقاتلتين سي إف-18 هاجمتا أهدافاً للجماعة المتشددة باستخدام قنابل موجهة بالليزر في محيط مدينة الفلوجة في مهمة استغرقت أربع ساعات قبل أن تعودا بسلام إلى قاعدتهما». في ديالى، قال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة صادق الحسيني، إن «عملية عسكرية كبرى بدأ التحضير لها، لتطهير ناحيتي جلولاء والسعدية، مطلع الأسبوع المقبل، وإن القيادات الأمنية أنهت خططها لضرب معاقل داعش وتطهير الناحيتين من العصابات المسلحة».