دمشق - أ ب، أ ف ب، رويترز - لم تمض ساعات على الإعلان عن حزمة مراسيم يقضي أبرزها برفع حال الطوارئ، حتى اعتقلت السلطات السورية معارضاً بارزاً، لكنها في الوقت نفسه أقالت رئيس قسم الأمن السياسي في بانياس بسبب قمع قواته للمتظاهرين. وفيما تواصلت التظاهرات امس في حمص وحلب ودرعا ومعها الاستعدادات لتظاهرة الجمعة المقبلة، شهد مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة تحركاً لعقد اجتماع طارئ يفحص قمع التحركات الشعبية في دول تشهد احتجاجات شعبية من بينها سورية. من جانبها، دانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون استخدام العنف ضد المحتجين، وقالت ان على الحكومة وقف الاعتقال والاحتجاز التعسفيين وتعذيب السجناء، فيما نصحت بريطانيا رعاياها بمغادرة سورية «نظرا لتدهور الوضع الامني». وكانت الحكومة السورية اعلنت اول من امس ثلاثة مشاريع مراسيم تتناول رفع حال الطوارئ، وإلغاء محكمة امن الدولة العليا، وتنظيم التظاهر السلمي. غير ان المئات تحدوا حظر الحكومة للتظاهر، ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن ناشطين قولهم ان نحو 4 آلاف طالب جامعي في درعا والمناطق المحيطة بها تظاهروا في المسجد العمري، مضيفة ان العشرات تظاهروا في جامعة حلب حيث وقعت اشتباكات بين المناهضين للنظام والمؤيدين له. كما نقلت وكالة «فرانس برس» عن ناشطين ان اهالي حمص ردوا على رواية السلطات السورية عن قيام «تنظيمات سلفية» ب «تمرد مسلح» في مدينتهم وفي بانياس، مؤكدين في بيان استمرارهم بالتظاهر السلمي وتمسكهم بمطالبهم، فيما تتواصل الاستعدادات في المدينة من اجل تظاهرة الجمعة. وقال ناشطون ان حصيلة ضحايا تفريق قوات الأمن بالقوة اعتصاماً شارك فيه الآلاف في حمص ليل الاثنين - الثلثاء بلغ 8 قتلى، إضافة الى عدد كبير من الجرحى، وحملة اعتقالات واسعة نفذتها السلطات. في هذه الاثناء، رفضت السلطات اللبنانية المعنية في بيان امس طلبيْن بالتظاهر الجمعة المقبل في طرابلس، كبرى مدن الشمال، احدهما تقدم به حزب التحرير تضامنا مع التحركات الاحتجاجية في سورية، والثاني من احزاب لبنانية مختلفة مؤيدة لدمشق، معتبرة ان «جميع طلبات التظاهر المرفوعة الى المحافظة» ليوم الجمعة «تفتقد الشروط القانونية». ومع تواصل الاحتجاجات في سورية، اعلن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» اعتقال المعارض محمود عيسى في حمص مساء الثلثاء بعد دعوته في حديث في قناة «الجزيرة» الى فتح تحقيق فوري في مقتل العميد عبدو خضر التلاوي وولديه وابن شقيقه والتمثيل بجثثهم، معتبراً ان اعتقاله بعد ساعات من رفع حال الطوارئ يستحق الشجب. في الوقت نفسه، رحب عبد الرحمن بقيام السلطات السورية بإقالة رئيس قسم الأمن السياسي في بانياس الرائد أمجد عباس، معتبراً أنها «خطوة إيجابية على الطريق الصحيح». واشار الى ان «الرائد ظهر في شريط الفيديو الذي بث في 12 نيسان (ابريل) وظهرت فيه قوات الامن السورية وهي تعتدي على اهالي سكان البيضا» المجاورة لبانياس، كما اكد شهود من المدينة ان «السيارات التي اطلقت النار في المدينة فجر الاحد قبل الماضي كانت انطلقت من امام مكتب الرائد». وفي سياق متصل، اكد ديبلوماسي غربي لوكالة «اسوشييتد برس» ان اعضاء في مجلس حقوق الانسان الدولي يتحركون من اجل جمع 16 توقيعاً بهدف عقد اجتماع طارئ الاسبوع المقبل لفحص قمع الحكومات للاحتجاجات الشعبية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا. واوضح ان الاجتماع سيعقد تحت عنوان «الترويج وحماية حقوق الانسان في سياق الاحتجاجات السلمية الاخيرة»، مشيرا الى ان مصر وتونس وليبيا واليمن والبحرين وسورية ستكون بين الدول التي ستدرج على اجندة الاجتماع.