أقيم معرض إدج أوف أرابيا «حافة الجزيرة العربية» في دبي محطته الخامسة، بعد جولة شملت لندن والبندقية وبرلين وإسطنبول. المعرض يلقي ضوءاً على الحركة الفنية المعاصرة في السعودية، وشارك فيه من الفنانين السعوديين منهم: هلا علي، منال الضويان، عبدالناصر غارم، مهى ملوح، أحمد ماطر، حمزة الصيرفي، سامي التركي، أيمن يسري. وتم تنظيم المعرض على هيئة محطة – تيرمينال تتناول مفاهيم السفر والبيروقراطية والخصوصية والهوية كما يراها الفنانون المشاركون، ويأتي بصورة مبتكرة أيضاً على شكل معرض ينبثق من منطقة الطابق الأرضي المهجورة في مركز دبي المالي العالمي. وينتقل بالمشاهد عبر تجربة المطار الواقعية، ابتداء من مرحلة الحجز وتسليم الحقائب إلى التفتيش الأمني، فبوابة المغادرة، مستكشفاً من خلالها تجربة السفر في عالمنا المعولم بالكامل. وذكر منسق المعرض السيد بشار الشروقي من صالة كوادرو للفنون «حرصت على متابعة إدج أوف أرابيا عن كثب وبشغف منذ انطلاقته الأولى في لندن عام 2008. ومنذ ذلك الحين قطع المعرض شوطاً طويلاً سواء من حيث تطوره بالمجمل، أو من حيث ارتقاء التعبير الفني لدى الفنانين أنفسهم». ويضيف: «عندما شرعت في العمل على احتضان إدج أوف أرابيا في دبي كنت واثقاً أن مجموعة الفنانين هذه تقف على أعتاب الارتقاء إلى مستوى جديد تماماً. إن تيرمينال لا يقف عند حدود مفهوم المعرض الفني المنظّم، بل يتجاوزها من خلال الحوار مع الجمهور عبر تركيبات تجريبية فنية. كما يمثل المعرض نضجاً في العلاقة بين الفنانين والمنظمين الذين يعملون ضمن معايير مدروسة جداً. إنه لأمر رائع رؤية الفنانين السعوديين رواداً لهذه العلاقة للمرة الأولى في الخليج». من وحي رحلة الهجرة النبوية استلهم حمزة صيرفي، إذ أخذ من شكل الساعات التي نراها في قاعات المطار قالبًا للأيام ال12 التي قضاها الرسول الكريم خلال رحلته، ماراً ب12 محطة، فوضع في كل ساعة منطقة نزل فيها الرسول خلال هجرته إلى المدينة. بينما سجلت هلا علي على لوح المؤشرات أعداد الزائرين إلى المعرض من كل الجنسيات، وعلى مقربة من المعرض وقفت سيارة صغيرة تحمل على ظهرها أمتعة وحقائب كثيرة، وفي مدخل المعرض بوابة فحص المسافرين التي تشبه محراباً قديماً صممه أحمد ماطر، وهناك جهاز الأشعة السينية الذي يكشف محتويات الحقيبة لمها ملوح ، فكاونتر ختم جواز السفر، ثم عمل أيمن يسري الذي يصور الوحدة والعزلة في غرفة التدخين. مواضيع أعمال المعرض ناتجة من تفكير عميق ومراقبة لأحوال المسافرين في المطارات، والتركيز على مذاق الحياة التي يقضيها هؤلاء الأشخاص في الترانزيت وصنوف المعاناة والإرهاق جراء المعاملة غير الإنسانية التي يتعرضون لها باستمرار في كل مرة يفكرون فيها في السفر وحجز مقعد على الطائرة، وتعمل خبرات زوار المعرض في بناء تأويلات جديدة لمعاني السفر والترحال في عصر العولمة السريع.