إن كانت اليابان (ضيف مهرجان الجنادرية لهذا العام) تعرف بصناعاتها الساحرة التي يقبل عليها الغالبية، فهناك مدينة جازان التي قدمت نموذجين لصناعاتها الشعبية التراثية الرائجة بين صغار السن قبل الكبار، أولها «الصهفة» التي تستخدم لشرب السوائل بشكل يضيف إليها لوناً ونكهة مميزين، والثاني «القعادة» التي ينعكس تأثيرها الإيجابي على صحة مستخدمها، فهي أشبه بالسرير، وتستخدم في المناسبات أو لتجهيز غرف النوم سابقاً، وتختلف أشكالها وأسعارها بحسب الطلب. وذكر أحد الحرفيين المصنعين ل«الصهفة» محمد العقيلي أنها تصنع من خشب الأثل الذي يخضع لمراحل تشكيل بحسب المطلوب، ويضاف إليه القطران، وأن لها استخدامات عدة، لشرب الماء أو اللبن، وقال: «تأتينا بعض التساؤلات عن المادة الخشبية المستخدمة في صنع الصهفة وعن الضرر المحتمل للقطران، وألفت إلى أن القطران غير ضار، وأنواع الخشب هي الأثل والكتات والسلام، وأن الوقت الذي يستغرقه تجهيزها نحو شهر أو شهرين بحسب الكمية المطلوبة». وأشار حرفي آخر يحيى السفياني إلى أن «القعادة» نوع من الأسرة التراثية القديمة لمنطقة جازان التي تمتاز بسهولة وبساطة صناعتها، وأن المواد المستخدمة فيها سعف النخل والخشب القوي، وأن لها مسميات عدة مثل الكرسي والشبرية، وتمتاز الأخيرة بكونها المرحلة الأولى من «القعادة» بصغر حجمها واستخداماتها في المناسبات أو مجلس للضيوف أو للنوم، مشيراً إلى أنها تختلف عن الأسرة الموجودة حالياً، فهي أكثر صحية ومريحة للجسم، وأن عمرها الافتراضي يراوح بين 15 و20 عاماً، وأنها لا تحتاج إلى صيانة، فعندما يسمع لها صوت اهتزاز أو عدم الثبات يسكب قليل من الماء وعلى قواعدها الأربع لمدة عشر دقائق. وقال: «إنه يقبل على استخدامها الصغار قبل الكبار، ولكل واحدة منها سعرها الخاص، إذ يراوح بين 150 و200 ريال بحسب الطلب والسعف الذي يستخدم فيها، فسعف النخيل الذي يسمى ب«الدوم» عليه إقبال كبير عند عرضها بالجناح الخاص في منطقة جازان».