سعى الثوار الليبيون، أمس، إلى استعادة مدينة البريقة النفطية في شرق البلاد، بعد أيام من قصف متواصل شنّته طائرات حلف شمال الأطلسي (الناتو) ضد مواقع قوات العقيد معمر القذافي. وأبدى الثوار الذين فقدوا ستة قتلى و20 جريحاً في الهجوم الجديد أمس، ثقة بأن المدينة ستسقط في أيديهم «خلال ساعات». وسيكون ذلك أول تقدّم ميداني لهم في اتجاه الغرب منذ استعادتهم مدينة أجدابيا قبل أسبوع. وعلمت «الحياة» في لندن أن الثوار الليبيين فقدوا قبل يومين قائداً بارزاً من «الجهاديين» سقط في مكمن نصبته قوات القذافي في الطريق بين أجدابيا والبريقة. وقال مصدر مطلع على التطورات الميدانية أن «عروة»، وهو قائد كبير في «الجماعة الإسلامية المقاتلة» تورط في التسعينات في أكثر من محاولة اغتيال استهدفت العقيد القذافي، قُتل عندما سقطت مجموعة من الثوار في مكمن غرب أجدابيا. وعاد «عروة» إلى ليبيا مع انطلاق الثورة ضد نظام القذافي في شباط (فبراير) الماضي، وكان محتجزاً طوال سبع سنوات في إيران. وأفرج الإيرانيون عنه في أواخر العام 2010 مع عدد كبير آخر من سجناء «القاعدة» والتنظيمات الجهادية الأخرى وسُمح لهم بالانتقال إلى الدولة التي يريدون الوصول إليها. وجاء ذلك في وقت ثار جدل واسع في شأن اتهام قوات القذافي باستخدام قنابل عنقودية محرّمة دولياً في قصف مدينة مصراتة المحاصرة منذ أسابيع شرق العاصمة طرابلس. وأكد ثوار ومنظمات حقوقية أن قوات القذافي تستخدم قنابل عنقودية من صنع إسباني في قصف مصراتة، وهي تهمة سارعت الحكومة الليبية إلى نفيها، متحدية أن يثبت أحد مثل هذا الزعم. وأطلقت قوات القذافي قرابة 100 صاروخ «غراد» على المدينة صباح أمس، ما تسبب في مقتل ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص. وتحدث بعض المصادر عن تقدم بطيء على الأرض حققته قوات القذافي، وتحديداً في شارع طرابلس الرئيسي. وفي نجامينا (رويترز)، نفى وزير الخارجية التشادي موسى فقي محمد أن يكون هناك ضباط تشاديون يقاتلون إلى جانب جنود الزعيم الليبي. وقال الوزير، وهو يخاطب مبعوثين ديبلوماسيين في العاصمة التشادية إن التقرير الذي رفعه المجلس الوطني الانتقالي إلى مجلس الأمن والذي يفيد بأن ضباطاً في الجيش التشادي موجودون في ليبيا، هو تقرير غير صحيح. وأضاف: «نريد أن ننفي رسمياً هذه المزاعم... وللدلالة على ذلك فالضباط المذكورون في التقرير موجودون هنا»، وأشار إلى تسعة جنود جالسين في القاعة. ويقول المعارضون الليبيون إن القذافي جلب مرتزقة أفارقة من دول مثل تشاد وزيمبابوي لمساعدة قواته على اخماد الانتفاضة ضد حكمه. وتابع الوزير أن تشاد طلبت من فرنسا المساعدة في مراقبة حدودها مع ليبيا، نافيا المزاعم عن أن آلاف المقاتلين التشاديين عبروا الحدود الى ليبيا وان القذافي قد نقل كمية كبيرة من الذهب إلى تشاد.