في وقت خفت أمس قبضة الثوار الليبيين على بلدة أجدابيا الاستراتيجية تحت وطأة هجمات القوات الموالية للنظام، استقبل العقيد معمر القذافي تحت خيمته في باب العزيزية في طرابلس وفد الرؤساء الأفارقة الذين يقومون بوساطة بحثاً عن مخرج سياسي قوامه وقف لإطلاق النار. ولم تتضح على الفور نتيجة اللقاء الذي اختتم بالتقاط صور للوفد أمام الخيمة من دون أن يدلي أي من اعضائه بتصريح، لكن يُنتظر أن يلتقي أعضاء الوساطة، وهم رؤساء جنوب أفريقيا ومالي وموريتانيا والكونغو ووزير خارجية أوغندا ومفوض الاتحاد الأفريقي، قيادات المعارضة في بنغازي اليوم. وكان الرؤساء الأربعة وصلوا أمس إلى طرابلس بتفويض من الاتحاد الأفريقي، لعرض وقف للنار وفتح حوار بين المعارضة والنظام. واستقبل القادة الأفارقة في مطار معيتيقة في طرابلس مصطفى الخروبي المقرَّب من القذافي، كما احتشد على جانبي الطريق المؤدية إلى المطار مؤيدو القذافي الذين رفعوا أعلاماً خضراء وصوراً للزعيم الليبي ولافتات كتب عليها: «لا للتدخل الاجنبي». وتهدف الوساطة الأفريقية إلى «مرحلة انتقالية» عبر المصادقة على إصلاحات سياسية من شأنها أن تقضي على «أسباب الأزمة الحالية»، كما جاء في بيانهم. وأعلنت الجامعة العربية أمس، أنها ستستضيف الخميس اجتماعاً «للبحث في تطورات الأحداث في ليبيا والخطوات التي يمكن اتخاذها لإنهاء الأزمة الحالية بما يحقق مصالح الشعب واستقرار ليبيا وسلامة أراضيها»، برئاسة مشتركة للأمين العام للجامعة والأمين العام للأمم المتحدة، وبمشاركة منظمات دولية وإقليمية عدة معنية بالوضع في ليبيا. ميدانياً، أوقعت المعارك بين القوات الحكومية والثوار ما لا يقل عن 23 قتيلاً منذ أول من أمس في أجدابيا (شرق) ومصراتة (غرب). ووصف حلف شمال الأطلسي الوضع في المدينتين بأنه «ميؤوس» ووعد بمواصلة قصفه لقوات القذافي التي كثفت هجماتها على أجدابيا، معلناً أن طائراته دمرت 11 دبابة تابعة لهذه القوات على طريق أجدابيا و14 دبابة قرب مصراتة. وقصفت قوات القذافي المداخل الغربية لأجدابيا طوال صباح أمس وسقطت صواريخ في وسط البلدة. ووقع تبادل لنيران الأسلحة الصغيرة لفترة طويلة. وخلت الشوارع من المارة واحتمى مقاتلو المعارضة بالأزقة وأصبحت سيطرتهم في ما يبدو غير كاملة على البلدة، بعد هذا الهجوم الأكثر استمرارية على البلدة التي تمثل المدخل إلى بنغازي. وأجدابيا هي آخر بلدة رئيسية على الطريق الساحلي قبل بنغازي معقل المعارضة الواقعة إلى الشمال ومرفأ النفط الرئيسي طبرق إلى الشرق. وسيمثل فقد أجدابيا انتكاسة خطيرة لقيادة المعارضة التي رفضت التفاوض مع القذافي وتعهدت إطاحته.