وصل رؤساء جنوب إفريقيا ومالي وموريتانيا والكونغو أمس إلى طرابلس في إطار الوساطة التي يقوم بها خمسة قادة أفارقة بتفويض من الاتحاد الإفريقي بهدف وقف المعارك بين قوات العقيد معمر القذافي والثوار الليبيين. وكان في استقبال القادة الأفارقة في المطار القيادي الليبي المسؤول مصطفى الخروبي. وقبل ذلك أفاد مصدر رسمي موريتاني في نواكشوط بأن القادة الأفارقة الخمسة وهم رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما ونظراؤه من الكونغو ومالي وموريتانيا ووزير خارجية أوغندا غادروا العاصمة الموريتانية متوجهين إلى طرابلس. وتهدف وساطة الوفد الإفريقي إلى فتح «مرحلة انتقالية» عبر المصادقة على إصلاحات سياسية من شأنها أن تقضي على «أسباب الأزمة الحالية»، كما جاء في بيانهم. ويفترض أن يتوجهوا بعد ذلك إلى بنغازي معقل الثوار في شرق البلاد لمحاولة إقناعهم بوقف إطلاق النار في مهمة تبدو دقيقة، إذ إن قادة المعارضة أعربوا مسبقا عن رفضهم هذه الفكرة طالما لا يزال العقيد القذافي وأبناؤه في الحكم. وذكر الثوار الليبيون أمس أنهم أسروا 15 من المرتزقة الجزائريين في أجدابيا وقتلوا ثلاثة آخرين في معارك ضارية دارت السبت في هذه المدينة شرق البلاد. ويؤكد الثوار بانتظام وجود مرتزقة خصوصا أفارقة في صفوف قوات القذافي. وقال المتحدث باسم الثوار إن المرتزقة الذين أسروا لم تكن في حوزتهم أوراق ثبوتية لكنهم «قالوا إنهم جزائريون وكانت لهجتهم جزائرية». وأوضح أنه عثر على بطاقات هوية وجوازات سفر جزائرية في مبنى قريب في أجدابيا. وذكر أن أحد السكان المؤيد لنظام القذافي نقل المجموعة التي كانت تضم 18 شخصا إلى مدينة على خط الجبهة. وقبض أيضا على هذا الشخص. واتهم المتحدث الجزائر بدعم القذافي وبغض النظر عن مجيء المرتزقة إلى ليبيا، مؤكدا أن الأسرى يعاملون معاملة جيدة. وأضاف «إنه أمر محزن «..» لأنهم في الجزائر لديهم نفس النظام الدكتاتوري الموجود في ليبيا». من جهته أعلن الجنرال شارل بوشار قائد عمليات «الحماية الموحدة» لحلف شمال الأطلسي أن طائرات الحلف دمرت 11 دبابة تابعة لقوات العقيد معمر القذافي على طريق أجدابيا «شرق» و14 دبابة قرب مصراته «غرب». وأكد الجنرال في بيان بث من مقره في نابولي جنوب إيطاليأ ان «الوضع في أجدابيا وخصوصا في مصراتة، سيئ جدا بالنسبة لليبيين الذين يتعرضون لقصف النظام، وللمساهمة في حماية المدنيين نواصل دك تلك القوات بشدة ودمرنا 11 دبابة كانت تقترب من أجدابيا و14 هذا الصباح «الأحد» في ضواحي مصراتة». وقبل ذلك أعلن مسؤول في الحلف الأطلسي رافضا كشف هويته أن «القصف سيتواصل كامل النهار وكامل الليل»، مؤكدا «واضح أن الوضع في أجدابيا سيئ جدا وقوات القذافي تهاجم المدينة بالأسلحة الثقيلة». وأكد الجنرال بوشار أن الحلف الأطلسي يقصف أيضا مستودعات الذخيرة وخطوط الاتصال لحرمان قوات القذافي من إمداداتها. وقال بوشار «إننا نقصف منشآت النظام اللوجستية وأسلحته الثقيلة لأننا نعلم أنه يصعب حينها على القذافي مواصلة هجماته على المدنيين». وأضاف البيان أن «آخر غارة خلفت حفرة على الطريق المؤدية إلى أجدابيا غرب البريقة، حيث كانت شاحنات كبيرة تنقل وقوده وذخيرته، وإلى الغرب من هناك أصبنا مستودعين آخرين محصنين كانت تخرج منهما الذخيرة». وفي مصراتة ثالث كبرى مدن ليبيا التي تطوقها قوات القذافي منذ أكثر من شهر، دمر الحلف الأطلسي 15 مدرعة الجمعة والسبت ليرتفع عددها إلى 29 في ثلاثة أيام. وبدأ قصف التحالف الغربي في 19 مارس بناء على قرار فرض بمقتضاه مجلس الأمن الدولي حظرا جويا على ليبيا لمنع قوات القذافي من استعمال طائراتها ومروحياتها للإغارة على المدنيين. وتولى الحلف الأطلسي في 31 مارس قيادة العمليات خلفا لأمريكا التي سحبت طائراتها. وانتقد الثوار الليبيون الحلف الأطلسي خلال الأيام الأخيرة واتهموه بالتقصير في حماية المدنيين في مصراتة فرد الحلف بأنه سيزيد وتيرة الغارات الجوية .