أعلن مبعوث الاتحاد الافريقي جاكوب زوما أن الحكومة الليبية قبلت خريطة الطريق، وكان الزعيم الليبي معمر القذافي قد استقبل امس تحت خيمته في باب العزيزية في طرابلس وفد الرؤساء الافارقة الذين يقومون بوساطة لوقف المعارك الدائرة في ليبيا بين قواته والثوار .وفي ختام اللقاء التقطت صور للوفد امام الخيمة من دون ان يدلي اي من اعضائه بتصريح.ونقلت وكالة الانباء الجماهيرية الليبية انه «تم خلال الاجتماع تبادل وجهات النظر حول الاحداث التي تمر بها ليبيا وتطرقوا الى جهود اللجنة في السعي الى التوصل الى حل في اطار افريقي بعيدا عن اي تدخل خارجي».من جهته صرح وزير الشؤون الافريقية جمعة ابراهيم «ان اللجنة ستلتقي مجموعة من المسؤولين لمناقشة خارطة طريق للخروج من هذه الاحداث». وكان الرئيس المالي امادو توماني توري اول من وصل الى طرابلس تلاه نظراؤه جاكوب زوما (جنوب افريقيا) ومحمد ولد عبد العزيز (موريتانيا) ودنيس ساسو نغيسو (الكونغو) ووزير خارجية اوغندا هنري اوريم اوكيلو الذي يمثل الرئيس يويري موسيفيني. وبعد خروجهم من الخيمة صعد القادة الافارقة الى حافلة صغيرة وحيا القذافي من فتحة السقف عشرات من انصاره تجمعوا على بعد حوالى 200 متر من المكان وراء سياج حديدي. وبعد ذلك توجهت الحافلة الى وجهة مجهولة. وصرح مسؤول للصحافيين ان الاجتماع سيستمر من دون مزيد من الايضاحات. وكان في استقبالهم انصار للقذافي كانوا يحملون اعلاما خضراء وصورا للزعيم الليبي. وبعد طرابلس، يتوجهون الى بنغازي معقل الثوار في شرق البلاد لمحاولة اقناعهم بوقف اطلاق النار في مهمة تبدو دقيقة، اذ ان قادة المعارضة اعربوا مسبقا عن رفضهم هذه الفكرة طالما لا يزال العقيد القذافي وابناؤه في الحكم. الى ذلك ضربت طائرات حلف شمال الاطلسي ست مركبات تقل جنودا تابعين للحكومة الليبية أثناء هجوم على بلدة اجدابيا في شرق البلاد امس فقتلت 15 شخصا على الاقل.وساعدت الضربات فيما يبدو على وقف هجوم القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي على اجدابيا وهي بلدة استراتيجية تقع على بعد 150 كيلومترا الى الجنوب من معقل المتمردين في بنغازي. وفي بروكسل قال حلف الاطلسي في بيان إن قواته دمرت 25 دبابة تابعة للحكومة في غارات جوية على مدار اليوم. وقال الحلف إن 11 دبابة دمرت لدى اقترابها من مدينة اجدابيا. وقصفت 14 دبابة على مشارف مصراتة وهي المعقل الكبير الوحيد للمعارضة المسلحة في غرب البلاد وتخضع لحصار منذ ستة اسابيع.وقال الليفتنانت جنرال تشارلز بوتشارد الذي يقود عمليات الحلف في ليبيا في بيان «الوضع في اجدابيا وفي مصراتة على وجه التحديد يائس بالنسبة لليبيين الذين يقصفهم النظام (الليبي) بوحشية.» وشاهد مراسل لرويترز 15 جثة متفحمة وممزقة الاوصال قرب مركبات محترقة في مكانين منفصلين على بعد نحو 300 متر من بعضهما البعض على المشارف الغربية لاجدابيا التي تهاجمها قوات القذافي طول امس وذكر معارضون مسلحون أن طائرات حلف الأطلسي نفذت ضربتين جويتين. وقال مقاتل معارض يدعى طارق العبيدي وهو يقف بجوار الجثث إنه يتعين على قوات الاطلسي أن تفعل هذا لمساعدة المعارضة مضيفا أن هذا هو السبيل الوحيد لكسب هذه الحرب. وأشاد المعارضون المسلحون -الذين يشتكون منذ فترة طويلة مما يعتبرونه رد فعل بطيئا من قبل الاطلسي إزاء هجمات الحكومة- باستخدام القوة بشكل أكبر خلال مطلع الاسبوع. وتعرضت اجدابيا التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة لقصف مدفعي متواصل وهجوم صاروخي منذ صباح امس ووقعت اشتباكات بين مقاتلي المعارضة والموالين للقذافي الذين تسللوا إلى وسط البلدة. ولكن في بداية فترة الظهيرة بدا أن المعارضين المسلحين تمكنوا من استعادة السيطرة وتطهير البلدة. كما سيطروا على مفترقات طرق رئيسية وأطلقوا ستة صواريخ باتجاه الغرب.وكان هذا الهجوم الأكثر ضراوة على اجدابيا منذ أسبوع على الأقل.