«أخي المسلم أختي المسلمة قرَّب قرَّب فتاوى للبيع».... نداء ترويجي توقع كثر أن يصل قريباً إلى آذان المسلمين في العالم العربي إن استمرت فوضى الفتاوى على الفضائيات الدينية الإسلامية مروراً بفوضى الإفتاء عبر البريد الإلكتروني ورسائل الخليوي كما هي الحال الآن. لذا جاءت موافقة مجمع البحوث الإسلامية المبدئية - بعد دعوات حثيثة من عدد من علماء الأزهر الشريف - على إنشاء قناة «أزهري»، إذ حددت جلسة طارئة للمجمع برئاسة شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي الخميس المقبل لإعطاء القرار النهائي في شأن إطلاق القناة بعد دراسة المشروع من جوانبه كافة. وبحسب القائمين على القناة، تحمل «أزهري» -التي يموّلها عدد من رجال الأعمال العرب بموازنة 2.7 مليون دولار- «منهج الأزهر الوسطي من خلال شرح وبيان العلوم الشرعية، والتواصل مع الدعاة المتميزين، ومجابهة التيارات والمناهج الفكرية والدعوية المتطرفة، فضلاً عن العمل على ضبط الفتاوى والمرجعية وتوحيدها مع تبني التجديد في الفكر الإسلامي والدعوة». ويقدم كل برامج القناة التي يرأس مجلس إدارتها الداعية الإسلامي الشيخ خالد الجندي، شيوخ وعلماء من الأزهر فقط، إذ سيذاع يومياً حديث لشيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي وأفلام وثائقية تتعلق بالأزهر وبرامج حوارية وسلسلة للرسوم المتحركة مستوحاة من القرآن. وستبث القناة 75 في المئة من إرسالها باللغة العربية بينما ستبث البقية بالإنكليزية والفرنسية على أن تضاف لغات أخرى العام المقبل. وتعتزم «أزهري» – التي تتولي إدارتها فنياً قناة «الفجر» الإسلامية - توسيع انتشارها بإصدار صحيفة وإطلاق قناة إذاعية وإنشاء مدونات، فضلاً عن تدشين خدمات من طريق الخليوي عام 2010 «للوصول إلى مسلمي العالم وغير المسلمين». وتنتهج القناة سياسة إعلامية تقوم على «عدم الخوض في سياسات الدول، وعدم مهاجمة الأفراد والهيئات والمؤسسات وتعيينها بالإسم، وفتح آفاق الحوار مع المخالف وفق الضوابط الشرعية». ومع تطلع القناة إلى البث على غالبية الأقمار الاصطناعية المتاحة مثل «النايل سات» و «العرب سات» والقمر الأوروبي والآسيوي وباقات أميركا الشمالية والجنوبية وأستراليا، ينظر بعضهم إلى القناة الوليدة نظرات الشك والريبة في رسالتها والقائمين عليها إذ يرونها مشروعاً تجارياً يشارك فيه رجال أعمال لتحقيق مكاسب مالية خصوصاً مع استفسارات المسلمين المتزايدة يوماً بعد آخر عن شؤون حياتهم ودينهم. على صعيد آخر، لا يُستبعد احتمال أن تتحول القناة إلى منبر لتبرير السياسات الرسمية أو ان تصبح بوقاً للحكومة، أو أداة لتقويض حرية القنوات الإسلامية السلفية التي أضحى وجودها في الأثير الفضائي مزعجاً لليبراليين وأصحاب المنهج الوسطي. أما المتفائلون بإطلاق القناة، فيرون أن «أزهري» ستساعد على عكس نهج الإسلام الوسطي البعيد من التطرف آملين بألا تنغلق القناة على مناقشة محاور وأحاديث بعينها كالطهارة وفوائد البنوك والوضوء في ظل تحديات العصر التي يواجهها الإسلام وعلاقته مع الغرب. كما يرون أن إسناد الإفتاء عبر القناة إلى علماء الأزهر الموثوق في علمهم ستحد كثيراً من فوضى الفتاوى التي يتصدى لها مشايخ ينقصهم العلم والخبرة مما يشوه القيم والمعتقدات الإسلامية ويروج لعادات تخالف أخلاقيات المجتمع الإسلامي. يذكر أنه في العامين الماضيين، انطلق عدد من القنوات الفضائية الإسلامية بعضها يموله أفراد، والآخر تموله منظمات ورجال أعمال، منها «الرسالة» و «المجد» و «العفاسي» و«طيبة» و «النور» و «الناس» و «الفجر» و«الهدى».