واشنطن - أ ف ب - حذرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إيران أمس، من «رد انتقامي» إذا شنت هجوماً نووياً على إسرائيل، ملمحة الى «ضربة أولى» استباقية الى منشآت نووية إيرانية، «بالطريقة ذاتها التي هاجمنا بها العراق». تزامن ذلك مع إشارات تلقتها طهران من واشنطن، تفيد بأن الرئيس الأميركي باراك اوباما سيكون «أوفر حظاً» في الحوار مع إيران إذا فاز في الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في 12 الشهر الجاري مرشح غير الرئيس المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد. جاء ذلك في وقت دافع احمدي نجاد عن نهج حكومته الاقتصادي، خلال مناظرة تلفزيونية مع منافسه الإصلاحي مهدي كروبي، فيما دعا الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني الى «محاسبة» نجاد الذي اتهمه وعائلته بالإثراء غير المشروع. كما هددت زهرة رهنورد زوجة المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي، برفع دعوى ضد الرئيس الإيراني، لتشكيكه في صحة شهادة دكتوراه تحملها. وقالت: «يجب أن تعرفوا أنكم إذا لم تتقدموا إلى أمام، سيفوز الذين يكذبون ويلفقون القضايا للآخرين. إذا بقيتم خارج المشهد (السياسي)، فسيأتي الفريق المدمر مرة ثانية إلى السلطة». في واشنطن، قالت كلينتون رداً على سؤال عن تذمر نجاد من عدم تلقيه رسالة جوابية من أوباما بعدما هنأه بفوزه في الانتخابات الرئاسية: «اعتقد أن اوباما أوضح جلياً انه سيعتمد سياسة اليد الممدودة، ولكن ليس بصفتها جزءاً من خدعة او دعاية انتخابية». وأضافت في مقابلة بثتها شبكة «اي بي سي»: «ثمة عملية قائمة من خلال انتخابات. وهذا سينتهي قريباً جداً. حينها سنأمل بالحصول على عملية إيجابية». وشددت كلينتون على ان الحوار المرتقب مع طهران يعني «الجلوس للمرة الأولى الى طاولة مع إيرانيين يحظون بتفويض من المرشد (علي خامنئي) للحديث معنا عن سلسلة واسعة من المسائل. هذا يمنحنا معلومات لا نملكها». واستدركت «لذا علينا أن نكون مستعدين للجلوس والاستماع والتقويم، من دون التخلي عما نعتقد أنه الهدف الرئيسي لهذا الحوار، وهو ان نفعل كل ما باستطاعتنا كي نحول دون ان تصبح إيران دولة تمتلك أسلحة نووية». وشددت كلينتون على ان إسرائيل والدول العربية «قلقة بشدة من (احتمال) امتلاك إيران أسلحة نووية». وقالت ان «المسألة لا تتعلق فقط بالمصالح الأميركية، بل بمنع سباق للتسلح النووي في الشرق الأوسط يمكن ان يقود هذه المنطقة والعالم الى طريق خطر جداً. إن أحداً لا يشك في انه سيكون هناك رد انتقامي، إذا تعرضت إسرائيل الى هجوم نووي من إيران». كما أشارت الى احتمال توجيه «ضربة أولى» استباقية الى منشآت نووية إيرانية «بالطريقة ذاتها التي هاجمنا بها العراق». وقالت: «ربما يكون لهم أعداء آخرون قد يفعلون ذلك». في غضون ذلك، علمت «الحياة» ان الإشارات التي تلقتها طهران، اعتبرت أن نجاد «لا يحظى بشرعية في الأسرة الدولية»، استناداً الى مواقفه من إسرائيل والمحرقة، وآلية تعاطيه مع الدول الإقليمية والغربية. ولفتت الى ان الإدارة الأميركية تعتقد بأن رئيساً آخر سيكون اكثر وضوحاً في التعامل مع الولاياتالمتحدة، خصوصاً أن إدارة اوباما تنوي أن تطرح قريباً استراتيجيتها الجديدة للتعاطي مع إيران وملفاتها المتعددة. وتفيد تلك الإشارات بأن على إيران إذا أرادت التعامل مع الولاياتالمتحدة «الإذعان لصداقة واشنطن وتل أبيب»، وبأن وعوداً أميركية أعطيت لإسرائيل ب «وضعها في أجواء المحادثات الإيرانية - الأميركية بكل شفافية ووضوح».