أبيدجان - أ ف ب، رويترز – أجرى الرئيس العاجي المنتهية ولايته لوران غباغبو محادثات امس، مع ثلاثة من رؤساء دول غرب افريقيا استقبلهم في القصر الرئاسي في ابيدجان التي وصلوا اليها حاملين انذاراً من العواصم الإقليمية بضرورة تنحيه لمصلحة الحسن وترة الذي اعترف المجتمع الدولي بفوزه بالانتخابات الرئاسية الشهر الماضي. وأشارت حكومة غباغبو الى انه استقبل رؤساء بنين بوني ياي وسيراليون ارنست كوروما والرأس الاخضر بيدرو بيريس، باعتبارهم «أشقاء واصدقاء واستمع الى الرسالة التي كلفوا بنقلها»، لكن الحكومة حذرت في الوقت ذاته، من انها «لن تتغاضى عن اي تدخل في شؤونها ولن تصغي الي اي نداء للتنحي لمصلحة وترة». وقال ناطق باسم الحكومة لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) رداً على سؤال في هذا الشأن: «دعونا نتجنب الجنوح السياسي. ليس من حق اي مؤسسة دولية التدخل بالقوة لفرض رئيس في دولة ذات سيادة». وكان الناطق يشير بذلك الى تهديد المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا باستخدام القوة ضد غباغبو اذا رفض التنحي. واستقبل غباغبو الرؤساء الثلاثة بالترحيب امام مجموعة من الصحافيين في مقره في حي بلاتو. وسبق ذلك لقاء مقتضب للرؤساء الثلاثة مع شوي يونغ جين قائد قوات الاممالمتحدة في ساحل العاج والتي طالب غباغبو برحيلها واتهمها بتقديم الدعم لمنافسه. ولم يدلِ الرؤساء الثلاثة بتصاريح في القصر الرئاسي قبل مغادرته لإجراء محادثات مع وترة في فندق «غولف» حيث يتحصن مع «حكومته» تحت حماية القوات الدولية. لكن لفت المراقبين تصريح لرئيس الجبل الاخضر قبل مغادرته الى ابيدجان بدا فيه كأنه ينأى بنفسه عن توجه مجموعة غرب افريقيا، اذ قال: «لا ارى حالياً اي مسعى يهدف الى ايجاد حل دائم للنزاع، على العكس من ذلك، ألاحظ ان كل الخطط تسير في اتجاه واحد وهو تلبية المصالح الفورية». ودعا بيريس معسكر غباغبو الى الحوار لكنه حذر من «خط احمر» يرفض تجاوزه ويتمثل باحترام سيادة ساحل العاج ودستورها. وتعتبر مهمة الرؤساء الثلاثة في ابيدجان «الفرصة الأخيرة» بعد قمة المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا في ابوجا يوم الجمعة الماضي، والتي هددت غباغبو بعملية عسكرية اذا لم يتنح من الحكم من تلقاء نفسه. في المقابل، دعا غيوم سورو رئيس الحكومة التي شكلها وترة الى اضراب عام لزيادة الضغط على النظام. لكن هذه الدعوة لم تلق تجاوباً صريحاً من فاعليات في ابيدجان وان كانت شوارع المدينة بدت شبه خالية من وسائل النقل العامة (سيارات اجرة وحافلات صغيرة) امس. الى ذلك، اعلنت الاممالمتحدة ان حوالى 19 الفاً و120 عاجياً لجأوا الى ليبيريا هرباً من اعمال العنف التي اندلعت بعد الانتخابات في بلدهم.