وافق رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان، على تسليم أمانة الأحساء قلعة الوجّاج الأثرية في بلدة المنيزلة (شرق الهفوف)، التي يعتقد أنها شُيدت قبل نحو خمسة قرون، لحماية المنطقة من الغارات والهجمات الحربية التي كانت تشن عليها. واستجابت هيئة السياحة لطلب قدمته أمانة الأحساء لتسليمها الموقع، لتقوم بتأهيل القلعة وتحويلها إلى «عنصر جذب للزائرين، وتوظيفها كموقع سياحي وترفيهي»، وذلك ضمن مشروع إنشاء حديقة المنيزلة الجاري تنفيذه على مساحة 14 ألف متر مربع. وتضم مرافق التنزه وألعاب الأطفال وملاعب الكرة للشبان والمرافق الأخرى المساندة. وأوضح أمين الأحساء المهندس عادل الملحم، أن الأمانة تسعى إلى توطيد الثقافة والتراث المحلي المعماري والعمراني، من خلال إعادة التأهيل والتطوير والتشغيل والمحافظة على المواقع الأثرية والتاريخية، والإفادة منها في مجال الاستثمار والسياحة، لأهمية المحافظة عليها كموروث محلي نعتز ونفخر به». وأشار إلى أن تسليم الأمانة قلعة الوجّاج يمثل «التعاون الاستراتيجي الثاني بين الأمانة والهيئة العامة للسياحة والآثار، بعد توقيع مذكرة تفاهم تطوير قصر محيرس الأثري في مدينة المبرز أخيراً». وطرحت أمانة الأحساء الموقع الخاص بقصر محيرس الأثري للتطوير والتأهيل والاستثمار، شاملاً الساحة البلدية المجاورة للقصر على مساحة إجمالية للمشروع 27 ألف متر مربع، وبكلفة تقديرية تراوح بين ستة ملايين و ثمانية ملايين ريال. ويتكون المشروع من عناصر عدة أهمها: إعادة تأهيل وترميم قصر محيرس بالمواد الأصلية المستخدمة في بنائه، إضافة إلى المرافق العامة والمسطحات الخضراء ومبان استثمارية. وتعدّ قلعة الوجّاج جزءاً من قصر أجود بن زامل الجبري، الذي لم يتبقَ منه سوى أجزاء بسيطة باقية من حقبة تاريخية مليئة بالحروب والصراعات. وكان القصر محطة استراحة للقوافل القادمة والمغادرة من وإلى شاطئ العقير خلال القرون الماضية. وقسّم مصمم القصر المبنى إلى قسمين يفصلهما جدار سميك مبني من الحجارة والطين، وله مدخل مقنطر مغطى بقوالب جبسيّة مزخرفة، كما تبيّن للمختصين في مجال الآثار أن كمية الفخار المستخدمة في بنائه أكثر من أية كمية بأي موقع تراثي آخر بالأحساء. ويوجد برج الوجّاج على بعد كيلو متر واحد من القصر، يُعتقد أنه كان يستخدم لمراقبة وحراسة القصر من الغارات والهجمات الحربية. وعثر الباحثون في القصر على قعور مجموعة من الأواني الفخارية الأثرية. كما عُثر في برج «الوجاج» على كسرة فخارية ملونة لم يتم العثور عليها في كل آثار الأحساء، إضافة إلى قطع نحاسية صغيرة عدة كانت جميعها متحللة بشكل سيئ، كما عُثر على سكين حديدية معكوفة، و أمواس عدة معظمها من الزجاج الملون والبراق.