اكتشف علماء أمس تجويفاً ضخماً بحجم طائرة في هرم خوفو العائد إلى 4500 سنة في مصر. وقال مهدي الطيوبي أحد المسؤولين عن مشروع «سْكان بيراميدز» الذي يقف وراء الاكتشاف: «إنه ضخم إذ إنه بحجم طائرة تتسع ل200 مقعد في قلب الهرم». وقد شيد هرم خوفو المعروف بالهرم الأكبر والبالغ طوله 146 متراً وهو إحدى عجائب الدنيا السبع في العالم القديم، قبل أكثر من 4500 سنة على هضبة الجيزة قرب القاهرة إلى جانب أبي الهول. ويضم الهرم ثلاث غرف معروفة، وقد بُني على غرار بقية أهرام مصر كمقبرة للفرعون. وخوفو هو ثاني فراعنة الأسرة الرابعة (القرن 26 قبل الميلاد). ومنذ نهاية عام 2015، تقوم بعثة من علماء مصريين وفرنسيين وكنديين ويابانيين بمسح داخل الهرم مستخدمة تكنولوجيا متطورة لا تحتاج إلى الحفر لاكتشاف فراغات أو بنى داخلية محتملة غير معروفة ولإلقاء ضوء إضافي على طرق البناء التي لا تزال غامضة. وأوضح فريق العمل أن هذا التجويف هو الاكتشاف الأبرز في هرم خوفو منذ القرن ال19. وأضاف الطيوبي: «لطالما كانت هناك نظريات عن وجود غرف سرية داخل الهرم، إلا أن أحداً لم يتوقع شيئاً بهذه الضخامة. ومع أن الغرض منها ما زال غامضاً ولا نملك معلومات كثيرة عن الغرف، ما نعرفه حتى الآن هو أن غرفة «ذا بيغ فويد» أي الفراغ الكبير، لا يقل طولها عن 30 متراً وهي مشابهة للحجرة الكبرى في الهرم. وهي تبعد 40 إلى 50 متراً عن حجرة الملكة في قلب الهرم». أما كونيهيرو موريشيما، المؤلف الياباني المشارك في المشروع من جامعة ناغويا فقال: «التجويف كان مغلقاً منذ أن بني هذا الهرم. لم يدخله أحد ولم يمسه أحد منذ 4500 سنة، ما يعني أن محتواه بقي على ما كان عليه، علماً أن هذه الغرفة قد تكون فارغة»، مضيفاً: «إن التكنولوجيا التي استخدمناها لاكتشاف الغرفة لا تستطيع مساعدتنا في اكتشاف محتوياتها، ولعلنا في المستقبل القريب نطور شيئاً جديداً مثل روبوت صغير الحجم للقيام بهذه المهمة التي ستكون مثيرة». يذكر أن وزارة الآثار المصرية افتتحت «مقبرة العمال» الذين شيدوا الهرم الأكبر للزوار للمرة الأولى منذ اكتشافها عام 1990، وذلك بعد الانتهاء من أعمال الترميم والتطوير.