أعلنت سلطات الآثار المصرية أمس (الجمعة) أن تحليلاً بواسطة الأشعة تحت الحمراء أُجري للمرة الأولى على قبر الفرعون توت عنخ آمون، أظهر مؤشرات تعزز فرضية عالم بريطاني مفادها بأن «الملكة نفرتيتي أو ملكة أخرى ربما تكون مدفونة هناك أيضاً». وما زال مكان دفن نفرتيتي التي اضطلعت بدور سياسي وديني مهم في القرن ال14 قبل الميلاد مجهولاً حتى اليوم. وفي الآونة الأخيرة، أشارت السلطات إلى مشروع يتعاون فيه خبراء مصريون وفرنسيون وكنديون ويابانيون، مستخدمين تقنيات حديثة لمسح الأهرامات المصرية والكشف عن أسرارها وطرق بنائها، وخصوصاً الهرم الأكبر (هرم خوفو) في الجيزة الذي شُيد قبل 4500 عام. ويهدف المسح إلى إيجاد الفراغات الموجودة داخل بنيان الأهرامات، وبخاصة الهرم الأكبر الذي يُعد أكبر بناء شيده الإنسان عبر التاريخ، وأيضاً مسح قبر توت عنخ آمون في وادي الملوك في الأقصر، جنوب مصر. وجاء في بيان الوزارة الصادر أول من أمس أن «البعثة العلمية المشتركة أجرت أول تجربة مستخدمةً الأشعة الحرارية تحت الحمراء لقياس درجات حرارة أسطح مقبرة الملك توت عنخ آمون». وأضاف البيان أن «التحليل المبدئي للنتائج الأولية لهذا الاختبار تشير إلى وجود منطقة تختلف درجات الحرارة فيها عن بقية سطح الحائط الشمالي للقبر». ولتأكيد هذه النتائج، سيتم إجراء عدد من التجارب المستقبلية، تهدف إلى تحديد منطقة التغير الحراري بشكل أكثر دقة، وفق البيان. وسبق لوزير الآثار ممدوح الدماطي وعالم الآثار البريطاني نيكولاس ريفز أن أعلنا في أيلول (سبتمبر) الماضي إطلاق البحث عن غرفة سرية في قبر توت عنخ آمون، وتحدث العالم البريطاني عن «إمكان أن تكون قبراً لنفرتيتي»، فيما قال الدماطي إنها "ربما تكون لزوجة أخرى للملك أخناتون". ويلفت ريفز إلى احتمال دفن توت عنخ آمون في مقبرة نفرتيتي، لأنه توفي في سن مبكرة ولم تكن مقبرته شُيدت بعد. وتوفي توت عنخ آمون عن عم 19 عاماً في عام 1324 قبل الميلاد بعد حكم قصير من تسع سنوات، وأصبح أشهر الفراعنة المصريين بعد اكتشاف مقبرته وفيها خمسة آلاف قطعة سليمة نجت من النهب عبر العصور، على عكس معظم المقابر الفرعونية. وعُثر على هذه المقبرة في الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1922 في وادي الملوك في الأقصر على يد عالم المصريات البريطاني هوارد كارتر. أما نفرتيتي التي عاشت قبل 3300 عام، فهي زوجة الفرعون أخناتون، والد توت عنخ آمون. وتحولت مصر في عهده إلى التوحيد وعبادة إله واحد هو إله الشمس اتون، لكنها ليست والدة توت عنخ آمون.