مع ابتسامة «المنتصر»، تسلم مسؤولون في السلطة الفلسطينية أمس معابر قطاع غزة كلها: رفح مع مصر، كرم أبو سالم التجاري مع إسرائيل (جنوب القطاع) وبيت حانون «إيريز» (شمال القطاع) مع إسرائيل أيضاً (للمزيد). وفيما مرّ مسؤولو السلطة والوفد الأمني المصري من تحت، وإلى جانب، أعلام فلسطينية ومصرية وصور الرئيسين الفلسطيني محمود عباس والمصري عبدالفتاح السيسي، بخاصة في معبر رفح، بابتسامات عريضة، بدا «الامتعاض» على وجوه مسؤولي «حماس» وغابت البسمة عن شفاههم. ورفض مسؤولو السلطة وجود أي مسؤول أو رجل أمن وشرطة من حركة «حماس» أثناء عملية التسليم، باستثناء بعض الصور التذكارية، ما أثار أول رد فعل من الحركة التي سيطرت على القطاع منذ 14 حزيران (يونيو) 2007، بعد هزيمة قوات السلطة وحركة «فتح»، أعقبت «هزيمة ديموقراطية» تمثلت في فوز «حماس» الساحق بغالبية مقاعد المجلس التشريعي في 2006. وفيما بدت «فتح» والسلطة «منتشيتين» بعودة القطاع إلى «الشرعية»، انتقد عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق طريقة استلام الحكومة إدارة معبر رفح، ووصف في تغريدة على حسابه في «تويتر» الطريقة بأنها «غير لائقة ولم نتفق عليها». وفي أول رسالة تحذير، شدد أبو مرزوق على أن «أي اتفاق يخلو من العدالة والإنصاف ولا يحترم ما تم التوقيع عليه لن يُكتب له النجاح». وكتب أبو مرزوق في تغريدة سابقة أن «اتفاق القاهرة (4 أيار - مايو 2011) قائم على الشراكة والتوافق الوطني. فعبارات التسليم والتمكين وشرعية طرف دون طرف آخر لا وجود لها فيما تم التوقيع عليه». وشارك في نقل الإشراف على المعابر من «حماس» إلى السلطة وزير الإسكان مفيد الحساينة، والمدير العام لهيئة المعابر والحدود نظمي مهنا، والعميدان في الاستخبارات المصرية همام أبو زيد وخالد سامي، والقيادي في «حماس» وكيل وزارة الخارجية غازي حمد. وفور نقل الإشراف على المعابر، أعلن رئيس حكومة التوافق الوطني الفلسطينية رامي الحمدالله «إلغاء جميع الرسوم» التي كانت تجبيها «حماس». وقال خلال احتفال في بلدية رام الله لإطلاق «خطة المناعة الاستراتيجية للمدينة لعام 2050»: «أزفّ إليكم قرار الحكومة إلغاء جميع الرسوم على المعابر». واعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» مسؤول ملف المصالحة فيها عزام الأحمد «تسليم معابر قطاع غزة خطوة مهمة في تنفيذ اتفاق المصالحة». وكشف أن معبر رفح «سيُفتح بدءاً من 15 الشهر الجاري، وأن قوات أمن الرئاسة ستنتشر عنده، إضافة إلى فريق من الاتحاد الأوروبي، بموجب اتفاق 2005». ورحب المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف ب «العودة الكاملة لمعابر غزة إلى سيطرة السلطة الفلسطينية»، معتبراً أن ذلك «سيُسهل رفع الإغلاقات، ومعالجة المخاوف الأمنية الإسرائيلية المشروعة، وزيادة الدعم الدولي لإعادة إعمار غزة ونموها واستقرارها وازدهارها».