وصل وفد أمني مصري يضم السفير المصري لدى إسرائيل إلى قطاع غزة اليوم (الأحد) عشية زيارة الحكومة الفلسطينية إلى القطاع في إطار تنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطينية الذي ترعاه القاهرة، وفق مسؤول فلسطيني. وقال الناطق باسم «هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية» محمد المقادمة: «وصل اليوم وفد مصري يضم السفير المصري لدى إسرائيل حازم خيرت ولواءين آخرين في جهاز الاستخبارات المصري، إلى غزة وذلك عبر معبر إيريز (بيت حانون الحدودي مع إسرائيل)». وكان مسؤولون فلسطينيون أعلنوا الإثنين الماضي، أن مندوبين مصريين سيصلون إلى غزة ل «مواكبة ومراقبة» آليات تسلم الحكومة الفلسطينية مهماتها في القطاع. وقال مسؤول من السلطة الفلسطينية، إن وفداً مصرياً وصل إلى غزة للإشراف على جهود المصالحة. وهذه أول زيارة لوفد مصري رسمي إلى غزة منذ العام 2012. وعلقت مصر عمل بعثتها الديبلوماسية في غزة العام 2007 بعد سيطرة «حماس» على القطاع. من جهة أخرى، أفرجت وزارة الداخلية التابعة لحركة «حماس» اليوم عن خمسة معتقلين منذ عامين «كانوا موقوفين على ذمة قضايا تتعلق بالمساس بالأمن الداخلي، وذلك في إطار تعزيز أجواء المصالحة والتوافق الوطني» وفق بيان صادر عن الوزارة. وصدرت على الخمسة أحكام بالسجن راوحت بين سبعة و15 عاماً. وشكر أحد المفرج عنهم، ويدعى طاهر أبو عرمانة، كلاً من مسؤول «حماس» في القطاع يحيى السنوار، ومسؤول قوات الأمن التابعة ل«فتح» في غزة سابقاً محمد دحلان، على جهودهما للإفراج عنه. وقال أبو عرمانة «نناشد الرئيس محمود عباس أن يأمر بالإفراج عن كل المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية»، في إشارة إلى أعضاء من «حماس». وتصل الحكومة الفلسطينية الإثنين لتسلم مهماتها، بعدما أعلنت «حماس» حل اللجنة الإدارية التي كانت بمثابة حكومة تدير قطاع غزة. ويرافق رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله وزراء حكومة «التوافق الوطني» مع عشرات المسؤولين في أول زيارة على هذا المستوى منذ العام 2015. وستعقد الحكومة الفلسطينية اجتماعها الأسبوعي الثلثاء في غزة. وقال رامي الحمد الله في تصريحات بمدينة رام الله في الضفة الغربية «ذاهبون غداً الإثنين إلى قطاع غزة بروح إيجابية، وعاقدوا العزم على القيام بدورنا في دعم جهود المصالحة، وطي صفحة الانقسام، ليعود الوطن موحداً بشعبه ومؤسساته». ووصل وزير الثقافة إيهاب بسيسو إلى غزة اليوم (الأحد)، وعقد اجتماعاً مع نوابه وموظفي الوزارة بعد تسلمه منصبه. وفشلت جهود وساطة عدة، خصوصاً الجهود العربية، في تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام الفلسطيني. ولكن جهوداً مصرية أثمرت أخيراً قبولاً من الحركتين بمحاولة إنجاح المصالحة هذه المرة. وتبقى قضايا عدة شائكة يتعين بحثها بين الطرفين، بينها استعداد «حماس» لمشاركة السلطة في القطاع، وتسليم أمن القطاع إلى السلطة الفلسطينية. وسيطرت «حماس» على قطاع غزة منتصف العام 2007 بعد أن طردت عناصر «فتح» الموالين للرئيس الفلسطيني محمود عباس عقب اشتباكات دامية. وتفرض إسرائيل منذ عشر سنوات حصاراً جوياً وبرياً وبحرياً على القطاع الذي يبلغ عدد سكانه حوالى مليوني شخص.