قُتل أربعة أطفال على الأقل اليوم (الثلثاء) عند مدخل مدرستهم جراء قذيفة أطلقتها قوات النظام السوري على بلدة جسرين في الغوطة الشرقية المحاصرة، إحدى آخر معاقل الفصائل المقاتلة المعارضة قرب دمشق التي تعاني تدهور الأوضاع الإنسانية. وطال القصف مناطق عدة في الغوطة الشرقية، موقعاً عدداً من القتلى والجرحى في منطقة تشهد تكثيفاً للقصف من قوات النظام منذ أسبوع على رغم كونها إحدى مناطق خفض التوتر التي تم الاتفاق عليها برعاية ايرانوروسيا وتركيا. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن «سقطت قذيفة أطلقتها قوات النظام أمام مدخل مدرسة في مدينة جسرين، أثناء انصراف الطلاب منها، موقعة خمسة قتلى بينهم أربعة أطفال من التلاميذ». وأكد طبيب في مستشفى نقل إليه المصابون في جسرين حصيلة القتلى، مرجحاً ارتفاعها لوجود 25 اصابة «غالبيتها متوسطة وخطرة». وفي المشفى وتشكل الغوطة الشرقية واحدة من أربع مناطق سورية تم الوصول فيها إلى اتفاق خفض توتر في أيار (مايو) في إطار محادثات أستانا، برعاية كل من روسياوايران، حليفتي دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة. وساهم هذا الاتفاق الذي بدأ سريانه عملياً في الغوطة الشرقية في تموز (يوليو)، في تراجع المعارك والغارات العنيفة التي كانت تستهدف تلك المنطقة باستمرار موقعة خسائر بشرية كبرى. إلا أن قوات النظام كثفت وتيرة قصفها المدفعي منذ الأسبوع الماضي، متسببة بسقوط قتلى. بالإضافة الى جسرين، استهدفت قوات النظام بلدة مسرابا بالقذائف، ما تسبب بمقتل ثلاثة أشخاص بينهم طفلة، بحسب «المرصد». وفي مدينة حرستا المجاورة، وثق «المرصد» أيضاً إصابة عشرة أشخاص بجروح، بينهم خمسة أطفال، بقصف مدفعي لقوات النظام سقطت في محيط مدرسة. وتأتي حصيلة اليوم بعد يومين من مقتل 11 مدنياً بينهم صحافي معارض، في قصف استهدف مدينتي حمورية وسقبا في الغوطة الشرقية. وتحاصر قوات النظام منذ أربع سنوات الغوطة الشرقية، حيث يعيش حوالى 400 ألف شخص في ظل ظروف إنسانية صعبة للغاية. ويعاني أكثر من 1100 طفل وفق منظمة «يونيسف» من سوء تغذية حاد.