توجه رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية سعد الحريري، خلال احتفال بإزاحة الستار عن النصب التذكاري للرئيس رفيق الحريري بدعوة من المجلس البلدي لمدينة بيروت والذي أقيم في ساحة الوحدة الوطنية مقابل السراي الكبيرة في وسط بيروت الخامسة من بعد ظهر أمس في حضور وزراء ونواب كتلة المستقبل و «قوى 14 آذار» وعدد من السفراء، الى والده الراحل قائلاً: «بينك وبين بيروت قصة حياة بذلتها حلماً حلماً وحجراً حجراً وساحة ساحة وعمارة عمارة. قبلك كانت بيروت عاصمة للأشباح ومعك عادت عاصمة للأحلام. قبلك كان قلب بيروت يخفق بالموت والرماد والدخان والرصاص، ومعك عاد قلب بيروت يخفق بالحياة والعمل والفرح والوحدة. وها انت تخفق اليوم في قلبها كما خفقت في قلوب جميع اللبنانيين وفتحت لهم قبل ست سنوات طريق الخلاص من الخوف والتردد، وها انت اليوم تقف أمامنا منصوب القامة في ساحة الوحدة الوطنية وتطل منها على ساحة الرئيس الشهيد رياض الصلح وتعبران معاً الى جادة الرئيس بشارة الخوري لتكتمل بكم الشهادة الكبرى باستقلال لبنان وحريته وعروبته ورسالته المميزة في هذا الشرق». وأضاف: «أيها الوالد الحبيب يا شهيد لبنان الكبير، هل أتحدث معك أم أتحدث عنك؟ أم أروي لك حكاية السنوات الصعبة التي مرت علينا؟ كأنّي بك تريد أن تتقدم هذا الجمع وتدعونا للسير نحو ساحة الحرية، فهناك تم تحقيق حلم رفيق الحريري، وتجسدت الوحدة الوطنية اللبنانية بأعظم تجلّياتها، وهناك كتب اللبنانيون من كل الأطياف انتفاضة الاستقلال الثاني، وقرروا الإجماع على الثأر الوطني من كل الحروب التي تعاقبت على تخريب الدولة ومؤسساتها». وزاد: «المرة الأولى التي وقفت بها على مقربة من هنا بعد الإعلان عن اتفاق الطائف كانت بيروت أشلاء مدينة، الساحات خطوط تماس، الشوارع حقول للخراب والأبنية بيوت وهياكل يقيم فيها الناس، يومها لم يكن بيدك سلاح، ولم تكن محاطاً بأي من المسلحين، قررت أن تواجه أزيز الفراغ بالحلم، وأن تطرد الكابوس من بيروت، وها هي أحلامك صارت حقيقة، وها هي بيروت تحتفل بعودتك إليها قامة وطنية عربية، تمتشق سلاح الوحدة الوطنية ولا ترضى منه بديلاً بأي سلاح، وفي غيابك شهروا السلاح على بيروت، ونصبوا المضارب المسلحة في قلبها. لكن لا بأس. فبيروت تعودت على الصبر، ونحن على خطاك تحمّلنا الظلم تلو الظلم ودفعنا عن بيروت خطر الانزلاق الى خطوط التماس من جديد، هذا اليوم لك أيها الوالد الحبيب، هذا اليوم لك يا رفيق بهاء الدين الحريري، هذا اليوم لك يا أبا بهاء، حبذا لو يعود الزمن الى الوراء ونستمع إليك». وقال: «في 14 آذار 2005 رفعت الستارة عن وجه الحرية لكل لبنان، اليوم يأتي إليك لبنان وبيروت ليرفعوا الستار عن وجه الخير والحرية والكرامة الوطنية. أما أنا فلي في هذا اليوم شأن آخر وتغمرني الفرحة بأنّني ابن الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ويغالبني الشوق الى وجه أبي الحبيب، اشتاق إليك وأحتاج إليك». وختم الحريري كلمته قائلاً: «خذ بيدي في المضائق واكشف أمامي وجوه الحقائق وابقَ للبنان ذخيرة الخير والوحدة والعيش المشترك».