قوبل قول الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي رداً على سؤال من زواره اول من أمس، عن تعليقه على مهرجان 14 آذار: «رحم الله الشهيد رفيق الحريري لأنه لم يكن ليقبل بعض الكلام الذي يستدرج الفتنة قرب ضريحه. اليوم نتأكد، أكثر من أي وقت مضى، أنه شهيد وحدة لبنان»، بردود فعل امس ابرزها من «تيار المستقبل». وقال الأمين العام للتيار أحمد الحريري: «من المؤسف أن يذهب دولة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بعيداً في تبنيه لخطاب «حزب الله» وأن يكون اول المتحاملين على المشهد الوطني والشعبي الاستثنائي الذي شهدته ساحة الحرية في بيروت (اول من) امس. إن اتهام الرئيس ميقاتي لنصف الشعب اللبناني أو اكثر بالعمل على خلق الفتنة وتأجيجها هو اتهام يندرج مباشرة في أدبيات حلفائه الجدد ونحن نريد أن نقول له مباشرة: ليس في ساحة الحرية أي اثر للفتنة لأن هذه الساحة هي ساحة الدفاع عن الدستور والنظام الديموقراطي وعن الوحدة الوطنية والحياة المشتركة الحقيقية بين اللبنانيين». وأضاف: «ليس في لبنان فتنة يا دولة الرئيس، إنما هناك مشكلة، اخترت انت بنفسك أن تكون طرفاً فيها، وهي مشكلة وصاية السلاح على إرادة الدولة والشعب اللبناني وعلى مسار الحياة السياسية في لبنان. نقول لك إن الرئيس الشهيد رفيق الحريري لو كان على قيد الحياة، لكان في طليعة الرافضين لهذه الوصاية. رفيق الحريري لا يرضى أن يحصل ما حصل في 7 أيار(مايو)، ولا يقبل أن يمنع الجيش اللبناني من التحليق فوق أراض لبنانية، ولا أن يتم قتل احد الضباط الطيارين بأيدي مسلحين لبنانيين. ولا يرضى الفلتان المسلح على صورة ما جرى في برج أبي حيدر، ولا يرضى ما حصل في مارمخايل»، مؤكداً أن «رفيق الحريري قدم حياته فداء لأن يكون في لبنان دولة، ومؤسسات ودستور، وأن يعلو صوت الدولة فوق الجميع. والذين نزلوا إلى الساحة في 14 آذار 2005، نزلوا إليها تحديداً لهذا السبب، وهم نزلوا امس إليها مرة جديدة للدفاع عن الدولة وعن الدستور والنظام الديموقراطي وعن لبنان، في وجه وصاية السلاح والاستقواء به واستخدامه في الداخل، ودفاعاً عن العدالة والمحكمة الدولية التي أتت بك وصاية السلاح لمحاربتها». وختم بالقول: «لقد كان من الأفضل يا دولة الرئيس ألا تتسرع في رد الفعل مع تقديرنا التام لأن يكون المشهد في ساحة الحرية امس اكبر بكثير من أن تتمكن من ضبط أعصابك وتوسيع صدرك لاستيعابه». واستغرب عضو كتلة «المستقبل» النيابية أحمد فتفت في حديث إلى إذاعة صوت لبنان، «قراءة الرئيس ميقاتي الذي اعتبر أن الرئيس الشهيد رفيق الحريري لم يكن ليقبل بعض الكلام الذي يستدرج الفتنة وقيل قرب ضريحه»، ولفت إلى «أن ميقاتي رجل أعقل بكثير من هذا الكلام»، سائلاً إياه عن أي كلام فتنة يتحدث. وقال: «لم نسمع أمس إلا كلاماً مسؤولاً يعبر عن الدولة اللبنانية وإرادة اللبنانيين. ويبدو أن ميقاتي اندمج كثيراً في هذه الأكثرية التي تسانده وتعتمد على السلاح، وتأثر سلباً بالمشهد الشمالي الجامع». وأكد «أن قوى 14 آذار حاولت جاهدة أن تمد أيديها إلى الفريق الآخر وتنازلت كثيراً، لكن هذه الأيدي قطعت ولم نسمع منذ خمس سنوات طلقة واحدة في اتجاه إسرائيل». واستغرب «تجاهل ميقاتي للكلام الفتنوي الصادر عن النائب ميشال عون عن الراحل رفيق الحريري»، وقال: «اما كان الاجدى بميقاتي ان يوجه انتقاداته هذه الى حليفه الجديد لتأتي في مكانها المناسب أم آن واجب التحالف والرغبة في المواقع أجل وأهم من شهدائنا».