وصلت قوات خاصة من جهاز مكافحة الإرهاب الى الأنبار للمشاركة في اقتحام راوة والقائم، بعدما أكملت قوات مشتركة خلال الأيام الأربعة الماضية تطويق المدينتين اللتين تعتبران آخر معاقل «داعش» في العراق، ولكن مسك الحدود الطويلة مع سورية يمثل التحدي الأساسي أمامها. وانطلقت الخميس الماضي حملة لاستعادة القائم التي يتخذها «داعش»، الى جانب بلدة البوكمال السورية، معقلاً لكبار قادته ويطلق على المنطقة «ولاية الفرات» منذ آب (أغسطس) 2014 عندما ألغى التنظيم الحدود بين البلدين. وقال مصدر أمني رفيع المستوى في الأنبار ل «الحياة»، إن «قوات من جهاز مكافحة الإرهاب المتخصصة في اقتحام المدن وصلت الى المحافظة أمس، لتنضم الى تشكيلات الفرقة السابعة التي شرعت منذ الخميس الفائت بعملية لاستعادة راوة والقائم». وأضاف أن «استعادة راوة في متناول اليد ولكن قد تواجه القوات بعض الصعوبات في القائم»، لافتاً الى أن «مسلحي التنظيم الذين فروا من معارك الرمادي والفلوجة والموصل تجمعوا في المدينة». وتمكنت قوات الأمن خلال الأيام الأربعة الماضية تبعد مسافة 43 كيلومتراً من القائم، وتمهد تمهيداً لاقتحام مركزها وواجهت مقاومة ضعيفة، فيما استعاد الجيش السيطرة على معسكرات غير مأهولة ومعامل ومحطات استراحة. إلى ذلك، قال شعلان النمراوي، وهو أحد شيوخ عشائر الأنبار ل «الحياة» إن «وحدات من مقاتلي العشائر شاركت في العمليات، ومعنويات مسلحي داعش منهارة وبدأ قادته الفرار نحو سورية»، وأشار الى أن «المشكلة في المكامن التي زرعها التنظيم على الطريق المعبد والمناطق الصحراوية المحيطة بالقائم». وأضاف أن «التنظيم استعد لهذه المعركة وعمد منذ أشهر الى زرع العبوات الناسفة لمنع الجيش من التقدم»، ولفت الى أن «فرق الهندسة العسكرية تقوم بتفكيك هذه العبوات وفتح طرق آمنة لقوات الجيش»، وشدد على «ضرورة الإسراع في اقتحام القائم وحماية آلاف العائلات». وتابع أن «التحدي الأكبر هو مسك الحدود بين الأنبار والجانب السوري، فحمايتها تحتاج الى قوات كبيرة لمنع الإرهابيين من التسلل مجدداً إلى المناطق الصحراوية خصوصاً منطقة الجزيرة الرابطة بين ثلاث محافظات، الأنبار وصلاح الدين ونينوى». من جهة أخرى، أعلنت قوات «الحشد الشعبي» في بيان أن «الجهد الهندسي أشّر بإنشاء السواتر الترابية على طول الشريط الحدودي بين العراق وسورية، لمنع تسلل الإرهابيين الى الأراضي العراقية». وقال مدير العمليات أبو منتظر، إن «العمليات العسكرية التي اعتمدت غرب الأنبار تجرى وفق ما هو مخطط لها على رغم صعوبة الأحوال الجوية وطبيعة المنطقة»، وأضاف أن «الأهداف المتحققة في الأيام الأولى جاءت بفضل التنسيق بين مختلف القطعات على الأرض وفي الجو». وأفادت وسائل إعلام إيرانية أمس، بأن هناك تنسيقاً سورياً - عراقياً وقوات مشتركة للسيطرة على الحدود.