بدأ تنظيم «داعش» حشد مقاتليه الهاربين من بلدات شرقي الأنبار في الرمادي والفلوجة لشن هجوم مباغت على البلدات الغربية في حديثة وهيت، فيما أعلن الجيش العراقي الشروع في عملية تحرير جزيرة الخالدية شمال غربي الرمادي، وهي المنطقة التي يشن منها «داعش» هجمات صاروخية متكررة. وانسحب مسلحو التنظيم بعد الهزائم التي تلقوها هذا العام في الرمادي والفلوجة وهيت وكبيسة، نحو قضاء مدينة القائم عاصمة ولاية الفرات الممتدة إلى منطقة البوكمال في سورية. (راجع ص2) وقال شعلان النمراوي أحد شيوخ عشائر هيت في اتصال مع «الحياة»، إن «داعش أعاد تنظيم صفوفه وجمع مقاتليه الهاربين من معارك الرمادي والفلوجة في مدينة القائم، فيما أدى توقف الجيش عن استكمال تحرير أقضية عانة وراوة والقائم، إلى منح فرصة للمتطرفين لإعادة تنظيم صفوفهم». وأضاف أن «معلومات استخباراتية مؤكدة تشير إلى نية داعش الهجوم على قضاء حديثة عبر نهر الفرات، وقضاء هيت عبر منطقة الجزيرة انطلاقاً من حي البكر شمالي المدينة»، مشيراً إلى أن التنظيم يستغل غياب قوات أمنية كافية في هذه المناطق حيث تنتشر قطعات محدودة من الجيش ووحدة مكافحة الإرهاب لمسك الأرض بعد انسحاب الجزء الأكبر من هذه القوات في أعقاب التحرير قبل أسابيع». وشدد النمراوي على ضرورة اتخاذ قوات الأمن والتحالف الدولي استعدادات كاملة لمواجهة الهجمة المحتملة من «داعش»، لافتاً إلى الحاجة لدور طيران التحالف الدولي لاستهداف مواكب مسلحي التنظيم أثناء عبورها طريقاً طويلاً يبلغ مئات الكيلومترات من القائم وصولاً إلى ضواحي حديثة وجزيرة هيت حيث معاقلهم. في غضون ذلك، أعلنت القوات الأمنية الشروع في عملية تحرير جزيرة الخالدية شمال غربي الرمادي، وهي المنطقة التي يشن منها «داعش» هجمات صاروخية على الرمادي ومركز قضاء الخالدية وعامرية الفلوجة، فيما بدأ التنظيم حشد مقاتليه الهاربين من بلدات شرقي الأنبار في الرمادي والفلوجة للهجوم على البلدات الغربية في حديثة وهيت. لكن هجوم الجيش على الجزيرة تأخر بسبب جغرافيتها الصحراوية الصعبة، رغم تحرير البلدات المجاورة لها. وقال عبد المجيد الفهداوي أحد شيوخ الرمادي ل «الحياة»، إن الجيش بدأ فجر أمس هجوماً واسعاً على جزيرة الخالدية من ثلاثة محاور: الجسر الياباني، والبوعبيد، والبوبالي، بعد غارات جوية كثيفة شنها طيران الجيش والتحالف الدولي ليل أول من أمس تمهيداً للعملية البرية. وحذر مسؤولون محليون وشيوخ عشائر منذ شهور من خطورة بقاء منطقة الجزيرة الممتدة من الرمادي مروراً بهيت والبغدادي وصولاً إلى حديثة تحت سيطرة «داعش»، موضحين أن خطورة هذه المنطقة تكمن في ارتباطها مع جنوب الموصل وغرب محافظة صلاح الدين، فضلاً عن حدودها الطويلة البالغة نحو 600 كيلومتر مع سورية. إلى ذلك، صوّت مجلس النواب العراقي أمس على قانون حظر حزب «البعث» والكيانات المنحلة والأحزاب والأنشطة العنصرية و «الإرهابية والتكفيرية». وصوّت البرلمان على قانون حظر حزب البعث بأغلبية 215 صوتاً. وينص مشروع القانون على «منع عودة حزب البعث تحت أي مسمى إلى السلطة أو الحياة السياسية وعدم السماح له بأن يكون ضمن التعددية السياسية والحزبية في العراق». كما يقضي ب «حظر الكيانات والأحزاب والتنظيمات السياسية التي تتبنى أفكاراً أو توجهات تتعارض مع مبادئ الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة»، فضلاً عن «حظر الكيانات والأحزاب والتنظيمات السياسية التي تتعارض أهدافها أو أنشطتها مع مبادئ الدستور».