أفادت مصادر أمنية وعشائرية متطابقة ل «الحياة» بأن «داعش» أرسل تعزيزات، وأسلحة ثقيلة إلى الأنبار، وسط معلومات عن نية التنظيم شن هجوم واسع على البلدات التي استعادها الجيش الصيف الماضي، وذلك في محاولة لفك الضغط المفروض عليه في الموصل. ويسيطر «داعش» على ثلاث مدن مهمة في الأنبار هي، عانة وراوة والقائم، على المثلث الحدودي مع سورية والأردن، وتمثل، إلى جانب البوكمال «ولاية الفرات»، أي «الولاية» الوحيدة التي تضم أراضي مشتركة بين الدولتين، ولم تشهد، حتى الآن، أي عملية عسكرية برية، وتعتبر هذه المناطق الشاسعة ملاذ نخبة التنظيم. إلى ذلك، وقع في الفلوجة، مساء أول من أمس تفجير سيارة مفخخة أسفر عن قتل وإصابة 12 شخصاً، وهذا التفجير الثالث من نوعه منذ تحرير المدينة في حزيران (يونيو) الماضي، ما يشير إلى قدرة «داعش» على ضرب مراكز المدن. وقال شعلان النمراوي، وهو أحد شيوخ عشائر هيت، في اتصال مع «الحياة» إن معلومات حصل عليها المقاتلون في قضاء حديثة تفيد بأن «داعش» استقدم أسلحة ثقيلة ويخطط لغزوة مباغتة». وأوضح أن التنظيم «يمسك بمنطقة استراتيجية على الحدود بين العراق وسورية، ما يمنحه القدرة على المناورة»، ولفت إلى أنه «حشد المئات من مسلحيه في القائم بالتزامن مع تنفيذ خلاياه النائمة تفجيرات في قلب المدن المحررة لإثارة الفوضى، وقد أبلغ شيوخ العشائر وقادة الفصائل إلى الجيش والقوات الأميركية الموجودة في بلدة البغدادي خطورة الموقف، وطلبوا من التحالف الدولي التدخل فوراً وتدمير حشود التنظيم». وأفادت تقارير أن المئات من مسلحي «داعش» في الموصل بدأوا التسلل إلى الأنبار عبر منطقة الجزيرة الصحراوية الشاسعة بين نينوى وصلاح الدين والأنبار، ويحكم التنظيم سيطرته على هذه المنطقة الإستراتيجية، على رغم صعوبة تضاريسها الجغرافية. وتعوّل الأنبار على قاعدة «عين الأسد» الأميركية بين مدينتي هيت وحديثة، لكبح «داعش» وتأمين الحدود بواسطة طائرات «أباتشي». إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع أمس تدمير معملين لتفخيخ السيارات بضربات جوية غرب الأنبار، وأوضحت في بيان أنه «بناء على معلومات من المديرية العامة للاستخبارات والأمن، تمكن طيران القوة الجوية من تنفيذ ضربتين، دمر خلالها مستودعاً لخزن الأسلحة والمتفجرات ومعملاً لتفخيخ وتدريع السيارات في صحراء عكاشات في القائم».